شهدت أعمال اليوم الثالث من اللقاء اللاهوتي السادس لمجلس كنائس إفريقيا (AACC)، المنعقدة تحت عنوان "الهوية والصدق الكنسي في سياق علاقة الكنائس الإفريقية بإسرائيل وفلسطين"، نقاشات فكرية ولاهوتية معمقة حول القضايا المعاصرة المرتبطة بالأرض المقدسة، جمعت بين أصوات إفريقية متعددة تبحث في معاني الإيمان والعدالة والهوية في ضوء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. "المسيحية الصهيونية في إفريقيا".. بين الإيمان والتبعية افتتح القس جانكيتو جمارِه الجلسة بعرض تناول فيه انتشار المسيحية الصهيونية في إفريقيا، موضحًا أن جذورها في السياقين البريطاني والأمريكي، وكيفية توسّعها داخل القارة عبر رحلات الحج إلى إسرائيل واستخدام الرموز اليهودية في العبادة، إضافة إلى الدعم السياسي لإسرائيل من بعض الجماعات المسيحية. وحذّر جماره من أي لاهوت يمجّد أمةً فوق إنجيل المسيح الشامل، لأنه بذلك يخون روح السلام والعدالة. لاهوت تحويلي من الهامش.. التضامن كأسمى أشكال الإيمان قدّم الباحث هادجي كريسنسيو سادجِه مداخلة حول برنامج المرافقة المسكونية في فلسطين وإسرائيل (EAPPI) بوصفه نموذجًا ل"اللاهوت التحويلي"، الذي ينطلق من التضامن والعمل الميداني من أجل السلام. ووصف سادجه إسرائيل بأنها "دولة استيطانية استعمارية تمارس احتلالًا يوميًا"، مؤكدًا أن المسيحيين الفلسطينيين يظلون من أكثر الأصوات تهميشًا في المشهد الديني والسياسي. وقال، إن البرنامج يعيد ترتيب الأجندة اللاهوتية من خلال ربط العقيدة بالتجربة المعيشة والعمل القاعدي، معتمدًا على مراقبة نقاط التفتيش والتعاون مع المنظمات المحلية والدفاع عن العدالة. وأضاف، أن هذا النهج يجسد ما سماه "اللاهوت الكنسي المتمرّد" الذي يعيد للكنيسة صوتها النبوي ويواجه أي شكل من أشكال التواطؤ. واختتم بقوله: "اللاهوت التحويلي هو إيمان يُعاش عند الهوامش، حيث تصبح المحبة المتضامنة أصدق أشكال الإيمان". أسئلة حول العدالة والتحرير في سياق الصراع بدوره، قدّم القس الدكتور كريستوفر أيغبادوماه مداخلة ناقشت مسألة المقارنة بين الصهيونية ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، مطلقًا تساؤلات نقدية حول مفاهيم التحرير والعدالة والمسؤولية اللاهوتية تجاه قضايا المنطقة.