في مشهد يعكس تمازج التقنية مع روحانية الزمان والمكان، كشفت شركة نوبكو، الذراع اللوجيستية للقطاع الصحي في السعودية والتابعة لصندوق الاستثمارات العامة، عن استراتيجيتها المتقدمة لدعم موسم الحج هذا العام، عبر منظومة تشغيلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة. قال فهد البطحي، الرئيس التنفيذي لقطاع سلاسل الإمداد والتشغيل بالشركة، إن نوبكو تعتمد نموذجًا تشغيليًا متكاملاً متعدد المراحل، قادرًا على التنبؤ المسبق بالاحتياج الطبي، وإدارة المخزون بدقة، وتقليل الهدر إلى أدنى مستوياته، بما يضمن جاهزية تامة للمرافق الصحية طوال الموسم. ولعل الابتكار الأكثر لفتًا للأنظار هذا العام هو إدخال الطائرات من دون طيار (الدرونز) والطائرات العمودية في خدمة توصيل الإمدادات الطبية إلى المستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر المقدسة، خاصة في المواقع ذات الكثافة العالية أو صعوبة الوصول خلال الذروة. هذه التقنية خفّضت زمن التوصيل من 90 دقيقة إلى 6 دقائق فقط. كفاءة الدرونز وأوضح البطحي أن "الدرونز" قادرة على حمل ما يصل إلى 2.7 كيلوغرام من الأدوية، وقد تم اختبارها ميدانيًا، لتثبت كفاءتها في توصيل الأدوية الطارئة إلى الأماكن الحساسة والحالات العاجلة، بما يضيف بعدًا جديدًا للاستجابة السريعة في إدارة طب الحشود. وفي قلب المشاعر، وتحديدًا في عرفات، تقف واحدة من أكبر مستودعات نوبكو بسعة تخزينية تفوق 700 طبلية، لدعم أكثر من 136 منشأة صحية، تشمل 9 مستشفيات، 7 ميدانية، 91 مركزًا صحيًا، و29 جناحًا صحيًا. ومن خلال شبكة لوجستية متطورة تضم مراكز إقليمية في منى، وعرفات، وحدا، و62 شاحنة توصيل، وأكثر من 800 رحلة إمداد، تواصل نوبكو نقل وتوزيع 2000 صنف طبي، يديرها طاقم ميداني متخصص يتجاوز 184 موظفًا. كما أطلقت الشركة نظام "موصول" في مستشفيات منى الطوارئ ومنى الوادي، لتمكين الفرق الطبية من طلب الأدوية والمستلزمات عبر أجهزة إلكترونية داخل الأقسام مباشرة، ما يضمن راحة الممارسين وتسريع عملية الاستجابة في اللحظات الحرجة. بدعم مباشر من وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، تم تدشين هذه المبادرات النوعية لتكون نوبكو ليست مجرد مزود لوجستي، بل قلبًا نابضًا بالحلول الذكية في خدمة ضيوف الرحمن.