توصية بترجمة مؤلفات العقاد في احتفالية "خمسون عامًا من الحضور"

في اليوم الثالث من أيام احتفالية عباس محمود العقاد بعنوان "خمسون عامًا من الحضور المتجدد" التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، عُقدت المائدة المستديرة الثالثة بعنوان "تلقى العقاد" شارك فيها د. حسين محمود، د. محمد الربيع من السعودية، وأدار المائدة د. فريد عبد الظاهر، وفى كلمته أشار د. محمد الربيع إلى كتاب العقاد عن الملك عبد العزيز بوصفه بأن العقاد أمهر الكُتاب العرب في اكتشاف أسرار عبقرية الشخصية التي يترجم لها، وأورد ببلوجرافيا عما كتبه العقاد عن الحجاز شعرًا ونثرًا، مشيرا إلى صورة عبد العزيز في مرآة العقاد، حيث لفت العقاد النظر إلى عدل الملك ورحمته وحبه للفكاهة وإيثار الشورى؛ أما د. حسين محمود فقد ندد في بداية كلمته بتضاؤل الجهود العربية في مجال ترجمة الفكر العربى إلى اللغات الأجنبية، ودعا إلى ترجمة أعمال العقاد من خلال مؤسسات عربية، أما بخصوص معرفة القارئ الإيطالى بالعقاد كما ورد في بعثة الذي جاء بعنوان "عباس محمود العقاد في إيطاليا" فأكد أن أول ما يتبادر منها للقارئ هو ما تطرحه دائرة المعارف "وكيبيديا" باللغة الإيطالية وتعريف العقاد تعريفًا موجزًا غير واف على الإطلاق مؤكدًا أن معرفة المستشرقين بالعقاد هي أكثر أصالة وعمقًا كما كتابات فرانشيسكو ميديتشى، جابرييلى، والأخير قد كتب من العقاد أنه أحد الكُتاب والمبدعين الجانحين إلى الفلسفة والعمل السياسي، وهناك ثلاث وسائل عملية عن أعمال العقاد، إضافة إلى بعض الدراسات المنشورة الأخرى لمستشرقين إيطاليين، وفى ختام الجلسة عقب د. أبو الفضل بدران على سؤال د. حسين محمود حول اهتمام الغرب بطه حسين أكثر من العقاد أن مرجع ذلك هو اهتمام الغرب بفن السرد، وأن د. طه حسين له تراث سردى كبير بالمقارنة مع العقاد، وهذا قد يكون مرد اهتمامهم بكتاب الأيام لطه حسين.
أعقب ذلك إقامة جلسة بحثية تحت عنوان "العقاد والفنون" شارك فيها د. خيرى دومة، د. شوكت المصرى، وأدار الجلسة الكاتب الصحفى محمد الشافعى، وتطرق د. خيرى دومة في بحثه بعنوان "المقالة عند العقاد" لتكنيك العقاد في كتابة المقالة فكان رافضًا للمقالة القصصية وتأخذ مقالاته صيغ فلسفية كما قارن د. خيرى بين أسلوب العقاد في كتابة المقال وبين د. طه حسين، وفى كتابة السيرة الذاتية فعندما كتب العقاد سيرته الذاتية في إطار مقالات صدرت في كتاب "أنا" كتبها في لحظة استخلاص لحياته أما طه حسين فكان يكتب سيرته الذاتية استجابة للواقع المجتمعى كما أن العقاد كان ينطوى على رأى سلبى عن القص فكان يراه أدنى من الشعر.
كما أكد د. شوكت المصري في بحثه بعنوان "نقد العقاد بين الأدب والفنون" أن العقاد قد تعامل مع الفنون الجميلة بذات الرؤية التي تعامل بها مع الشعر والأدب، إذ كان تناوله للموسيقى والرسم والنحت والتمثيل نابعًا من رؤاه النفسية للفن، مشيرًا إلى أن مقالات العقاد وكتاباته عن الفنون تحتاج إلى جهد أكبر لتحليلها والوقوف أمامها بالدرس والتفنيد.