اليوم.. مناقشة رواية «موت منظم» ل أحمد مجدي همام

تستضيف مكتبة «الميكروفون» اليوم السبت، في السادسة مساءً حفل مناقشة وتوقيع رواية «موت منظم» للكاتب أحمد مجدي همام، الحائزة على جائزة أفضل رواية عربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، ويُناقشه الروائي والناقد المصري طارق إمام على هامش فعاليات معرض كتاب الدقي المخفض.
وصدرت الرواية عن دار نشر «هاشيت أنطوان/ نوفل» في بيروت، وتعد الرواية الرابعة للقاص والروائي أحمد مجدي همام بعد رواياته «أوجاع ابن آوى وعيّاش والوصفة رقم 7».
تحكي الرواية تاريخ مأساة بدأت قبل أكثر من قرن هرب أجدادها من الأناضول إثر المقتلة العثمانية بحق الأرمن قبل 100 سنة وهاجروا إلى عدة بلدان منها مصر، تعاني ماجدة سيمونيان في الفترة من 2011 حتى 2014 من الفوضى الأمنية في مصر، بسبب تردّي الوضع السياسي في البلاد، تتعرّف على الصحفي الشاب عبد الرحمن سعد بصدفة غريبة. وتنشأ بينهما علاقة تتأرجح ما بين الصداقة والحب؛ من أجواء الرواية نقرأ:
كانت سوزان سيمونيان تحرص على إبقائي أنا وباقي أطفال العائلة على اتصال مع أقراننا من أبناء الجيل الثالث بعد جيل الأيتام، وجيل المهجر. كانت تردِّد على مسامعنا دومًا، وعلى مسامع جيل الشباب من آل سيمونيان، وتكرِّر في مراسلاتها، حكمتها الخالدة التي لا تملُّ منها، لحد أنها أصبحت بمثابة شعار وعلامة مميَّزة: "أرمينيا، تُفَّاحة الحرب، أطلقوا عليها هذا الإسم لأنها كانت دائمًا ساحة قتال بين الإمبراطوريات العظمى، وكان المنتصر يظفر بها ويحكمها. أنتم أبناء التفاحة، فتشبَّثوا بالشجرة، لأن افتراقكم عنها سيحولكم إلى ثمرات متفرقة في سلال الآخرين، تقضمها الأفواه الجائعة.
زرعت سوزان سيمونيان أرمينيا في قلوبنا، مثلما نحن مزروعون في قلب مصر بذرةً مجلوبةً من جبال القوقاز إلى غيطان أم الدنيا. كانت القاهرة حاضرة هناك، تحيط بي، وتشرِّبني كل تفاصيلها على مهل، القاهرة حيث جمال عبد الناصر، فؤاد المهندس، أم كلثوم، الأهلي، صالح سليم، الزمالك، سعاد حسني، مصايف الإسكندرية وبلطيم، عمر الشريف، أنور السادات، عبد الحليم حافظ، الأعياد، مواسم الصيام، حسن شحاتة، الحرب ضد إسرائيل، فاتن حمامة، المعسكر الشرقي أمام المعسكر الغربي، الانفتاح، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، مظاهرات الطلاب، عدوية، كامب ديفيد، محمد حسني مبارك، تحرير طابا، محاكمة سليمان خاطر.. نَمَت البلد على قلبي كأنها عنبة تتسلق بُرجولة خشبية، تسرَّبت تحت جلدي كما اعتادت أن تفعل مع أبنائها والغرباء دون تفريق، وعبر تلك السنوات، نقشَتْ حياتي، ووهبتني خريطتي: خريطة الأحزان والمسرّات.