«خلي الغلابة تاكل».. «ضرب نار» في باب البحر على حلاوة المولد

«زحام وتكدس وضوضاء تعم المكان، يتخللها أصوات المتسائلين عن الأسعار والأنواع، متداخلة مع صدح المكبرات بالمديح والتهليل، تحت الأضواء الصاخبة».. ليس هذا فحسب «ليلة ذكر» بل هو سوق لشراء حلوى المولد النبوي، بحارة بابا البحر بمنطقة رمسيس.
هنا توافد العشرات بل المئات، على «قلعة الحلوى» والمستلزمات الغذائية، بوسط القاهرة، في حب رسول الله، للاحتفال بمولده على «الطريقة المصرية» وشراء حلوى المولد، من المنبع وبأسعار مناسبة.
المئات من الشباب والعجائز والمسنين، جاؤوا جميعهم لإدخال السعادة على الأهل والأصدقاء بالمولد النبوي الشريف، بعد شراء «حلوى المولد» والتي تحوي عشرات الأصناف والأنواع. والتي تختلف جودتها ومذاقها وأسعارها.
«40 جنيه وخلي الغلابة تاكل»، هكذا كان يُنادي أحد الباعة على الزبائن المتوافدين على حلوى المولد النبوي بشارع باب البحر مساء الإثنين، مشيراً إلى أن «علف الحلوى» - الفولية والحمصية والسمسمية- هي أكثر الأصناف مبيعا في حلوى المولد النبوي، إذ تحظى بإقبال شديد ومذاق جيد عند الناس.
https://youtu.be/fVx58KQWmFM
وتراوحت الأسعار بين «40 - 60» جنيه ل «كيلو حلوى المولد»، وأوضح أحد الباعة ل «البوابة نيوز»، أسباب تفاوت الأسعار، قائلاً: إن تفاوت الأسعار يعود إلى تفاوت درجات الخامات المستخدمة في صناعة الحلوى وأسعارها، يأتي ذلك إلى جانب الجودة ودقة التصنيع والتغليف، والنقل والتفريغ من المصانع وحتى منافذ البيع.
وتباينت الأسعار بين المحالات وبعضها البعض، حيث أن «كيلو العلف» تراوح سعره بين ال « 40 و65» جنيه، فيما تراوحت أسعار «مكسرات الحلوى» - عين الجمل والكاجو واللوز والبندق والفزدق- بين ال «80 و120» جنيه. فيما شهدت بقية الحلوى «الملبن السمسمية وقمر الدين وجوز الهند» إقبال متوسط من قبل المواطنين.
وتعد «علبة حلوى مولد النبي» إحدى الطقوس الاجتماعية المصرية الهامة، احتفالا بمولد خير البرية، إذ يتهادى الناس فيما بينهم ب«علبة الحلوى» فترة الاحتفال بمولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وكانت دار الإفتاء المصرية بينت عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، كيفية الاحتفال بمولد النبي، قائلة: «سن لنا النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد كان النبي صل الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين، فلما سأله الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك قال 'فيه ولدت وفيه أنزل علي».
وتابعت: «المظاهر الدينية للاحتفال بذكرى المولد النبوي كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة، كل ذلك جائز ومستحب شرعًا».