قاده القدر لاكتشاف موهبته، التي لم تكن في الحسبان، وبدأ صفحة جديدة في حياته، لم يكن يتخيلها، فبعد أن كان "محمد جمعة" الشاب العشريني، الشهير ب"إيتو" يهوي ممارسة كرة القدم لحد الجنون وحلمه الوحيد أن يلتحق بأحد الأندية الرياضية المشهورة، تعرض لإصابة قوية أدت إلى خلع كتفه، الأمر الذي أدى إلى تدخل جراحي ينهي آماله وأحلامه في معشوقته الساحرة المستديرة. داخل غرفته بالمستشفى ظل محمد ينتظر دوره للدخول لغرفة العمليات لإجراء جراحة لإعادة كتفه إلى مكانه، لكن الطبيب المعالج أجل الجراحة ليوم آخر، فطلب من مرافقيه إحضار ورقة وقلم لتسلية نفسه بالرسم، حتى قاده حظه إلى اكتشاف موهبة تفوق الوصف، قليل ما تجدها في الموهوبين والمبدعين. بدأ " إيتو " ذلك اللقب الذي منحه له أصدقاؤه نظرًا لتقارب ملامحه مع النجم الكاميروني صامويل إيتو، بالاهتمام بتنمية موهبته بشتي الطرق مستخدما بها العديد من الخامات المختلفة لخدمة رسوماته، فطور من موهبته بمتابعة الفنانين والموهوبين في مجال الرسم، وكذلك من خلال متابعتهم عبر اليوتيوب، وكرس حياته كلها لذلك الفن. يقول محمد جمعة، 28 عاما، حاصل على ليسانس أداب قسم حضارة أوروبية: منذ طفولتي وأنا أقوم بالرسم على الورق بالقلم الرصاص ثم تطور إلى الرسم بالفحم حتى استطعت في 2010 الرسم على الحوائط، جرافيتي ألوان فسفورية أو ألوان طبيعية، ورسمت شخصيات مشهورة ومعروفة لدي الجميع أبرزهم: عادل إمام، عادل أدهم، محمد صلاح، كريستيانو، أبوتريكة، الجوكر، أينشتاين، بيج رامي، رياهانا ". وأضاف: اختياري للشخصيات السينمائية أو المشهورة لم يكن من فراغ بل بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد الذي أدي إلى توقف العمل، بقوله: "زهقت وخفت موهبتي تقل ففكرت أرسم المشهورين، وإني أعيد إفيهات الأفلام القديمة ودمجها في شخصيات ساخرة وكوميدية، حتى لاقت انتشارا واسعا، مما دعمني معنويًا في تطوير وتنمية قدراتي جدا ". وتابع، الإصابة كشفت موهبتي القوية في الرسم، وواجهتني صعوبات كثيرة جدا في المجال، أبرزها عدم وجود داعم في مجال الشغل بالمعلومات مما صعب عليّ الوصول إلى الألوان وطريقة الرسم بسرعة، كما أن الرسم على الحوائط في البداية كان يمثل صعوبة كبيرة بالنسبة لى بسبب تكبير حجم الرسم عن الحجم الطبيعي، وتدريج الألوان للحصول على أكثر من لون ثانوي يستغل في الرسم، بالإضافة إلى عدم انتشار فكرة الرسم كديكور على الحوائط في ذلك الوقت بسبب انتشار البانرات والتى كانت متاحة بكثرة. مستطردا، بعد وفاة والدي اتقفلت من كل حاجة، لكن أخواتي الاتنين وقفوا بجانبي، وقدموا لي كل أوجه الدعم والتشجيع والمساندة لعودتي مرة أخرى للرسم، وحلمي أن أصبح رساما مشهورا وأشارك بجرافيتي خارج مصر مع مشاهير الجرافيتي العالميين.