حالة من التفاؤل تسود جموع الرياضيين في مصر بعد قرار رئيس الوزراء الجديد إبراهيم محلب المكلف من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور بتشكيل الحكومة الجديدة، بدمج وزارتي الشباب والرياضة تحت قيادة خالد عبد العزيز، وذلك عقب استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي. الغريب هنا أن حالة التفاؤل تسيطر على معظم الرياضيين سواء ممن كان مع طاهر أبو زيد الوزير السابق للرياضة أو مع مَن كان ضده، الكل يراهن على نجاح عبد العزيز في مهمته المقبلة. فهل يملك خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة العصا السحرية لحل أزمات الرياضة المصرية المتراكمة منذ المهندس حسن صقر مرورًا بالعامري فاروق وصولًا إلى طاهر أبو زيد؟ ويمتلك عبد العزيز كاريزما خاصة وسط جموع الرياضيين والشباب تساعده علي العمل وقيادة سفينة الرياضة المصرية في المرحلة المقبلة وهو ما ظهر واضحا عندما أسند إليه رئيس الوزراء السابق الدكتور حازم الببلاوي مهمة حل أزمة البث والتي كانت صداعا في رأس المسؤولين، واستطاع الرجل خلال ساعات قليلة من توليه الملف إنهاء الأزمة. وبالنظر إلى الملفات التي تواجه وزير الشباب والرياضة الجديد، نجد أن خبرة عبد العزيز تؤهله لعبور هذه الأزمات إلي بر الأمان باستثناء مشكلة انتخابات الأندية المزمع عقدها مارس القادم، هذه الأزمة بالتحديد تعتبر التحدّي الأكبر أمام عبد العزيز باعتبار دخول عديد من الأطراف الخارجية في الأزمة مثل اللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فالمشكلة ذات أبعاد دولية وهناك خطابات واجتماعات جرت بين الأطراف المعنية بالأزمة مثل وزارة الرياضة السابقة واللجنة الأوليمبية المصرية، مثلما حدث في اجتماع لوزان السابق مع مسؤولي اللجنة الأوليمبية الدولية، بالإضافة إلى خطابات التهديد بتجميد النشاط في حال إقامة الانتخابات قبل صدور قانون الرياضة الجديد. ويرى عمر عبد الحق رئيس نادي النصر السابق، أنه يجب على خالد عبد العزيز الانتظار حتي الانتهاء من إعداد قانون الرياضة الجديد ثم الدعوة لانتخابات الأندية، وأضاف أنه يعلم أن الرجل لديه القدرة على التعامل مع الأزمة من خلال معرفته الوثيقة بالميثاق الأوليمبي الدولي وعلمه بمدي التحديات التي تواجه الرياضة المصرية في حال عدم التزامه بهذه المواثيق. وشدّد عبد الحق على أنه متفائل بتولّي خالد عبد العزيز مهمة الإشراف على الرياضة المصرية في المرحلة المقبلة وقدرته علي حل الأزمات والبعد عن المهاترات وشخصنة الأمور وأتوقع أن يتّخذ الوزير قرارا خلال الساعات القليلة المقبلة بإيقاف انتخابات الأندية واستمرار مجالس إدارتها إلى حين إعداد قانون محترم للرياضة المصرية وعدم إقصاء أي فصيل داخل الوسط الرياضي. أما فتحي ندا نقيب المهن الرياضية، فأكد أن المعايير التي وضعتها النقابة في اختيار وزير للرياضة تتوافر في شخص خالد عبد العزيز، فهو على دراية كبيرة بكل هموم ومشكلات الرياضة المصرية، بالإضافة إلى أنه يتمتع بعلاقات قوية على المستوى الدولي مع المسؤولين عن الرياضة. وأضاف ندا: على وزير الشباب والرياضة أن يبدأ مهمته بجمع شمل أسرة الرياضة المصرية والقضاء على الخلافات التي بينهم من أجل إعادة منظومة الرياضة إلى سابق عهدها أسرة واحدة. واختتم ندا: المهمة ثقيلة على وزير الشباب والرياضة، لكني أعلم أنه الأجدر على تولّي هذا المنصب في الوقت الحالي ومواجهة الأزمات والمشكلات والخروج بالرياضة المصرية من النفق المظلم. يُذكر أن أزمة الانتخابات تعد أبرز التحديات التي سيواجهها خالد عبد العزيز، خصوصا في ظل إصرار الأهلي على تأجيلها إلى حين وضع قانون الرياضة الجديد، بالإضافة إلى مخاطبة مسؤولي القلعة الحمراء للجنة الأوليمبية الدولية واالاتحاد الدولي برفضه إقامة الانتخابات قبل صدور القانون، لأن هذا الأمر يخالف الميثاق الأليمبي.