قال الدكتور حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والآثار في العراق، علينا أن نشيد بالدور المهم الذي تلعبه المؤسسات والقيادات الدينية في تقديم الدعم المتميز لرفع مستوى الوعي ليس فقط بين الناس والرأي العام، ولكن أيضًا رفع الوعي داخل المؤسسات الحكومية." وأضافت الصفحة الرسمية لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، منذ قليل، خلال كلمته التي القاها في منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لتقييم الأزمة الصحية على إثر تفشي جائحة كوفيد-19، والتي يعقده كايسيد مع عدد من المنظمات والهيئات، تظهر أحدث الاحصائيات أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ارتفع إلى 38.2 مليون إصابة و1.09 مليون وفاة في جميع أنحاء العالم. وسُلط وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، الضوء على هذا الأمر بما لا يدع مجالًا للشك في حضور الدكتور نزار باهبري، مدير قسم الطب الباطني في مستشفى الدكتور سليمان فقيه بالمملكة العربية السعودية الذي شارك في المنتدى على الرغم من معاناته إثر اصابته بفيروس كورونا المستجد. ومشاركته في المنتدى أكدت على الخطر المحدق بالعاملين في القطاع الصحي في كل يوم أثناء عملهم من أجل التصدي لهذه الجائحة. وقال: "عايشت كوفيد-19 طبيبًا ومريضًا، وأقول أن للمجتمعات الدينية دور في غاية الأهمية في أوقات تفشي هذا الجائحة لا سيما وأنها [هذه الجائحة] تنخر في ثوابت الدين. كما أمدتنا القيادات الدينية بحلول أعانتنا على تسهيل نمط الحياة ومواصلة أداء الطقوس الدينية فضلًا عن دورها في طمأنة الناس وإزاحة شوائب الاكتئاب من نفوسهم والحيلولة دون تأثرهم سلبًا بالمجريات القائمة. كما أنها أخذت على يد المملكة العربية السعودية لاجتياز هذا الوقت العصيب بكل ارتياحية." بينما قال الدكتور محمد العبدالعالي، مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية، إن المملكة العربية السعودية قد ركزت على ثلاثة إجراءات رئيسة ينبغي اتخاذها [عند التصدي لجائحة كوفيد-19]، وهي: الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة بالفيروس والوقاية من انتشاره ورفع التوعية العامة، مع التأكد من أن الإرشادات الصحية متوفرة للجميع عبر جميع القنوات. وأضاف: "ومن المهم أيضًا تقديم المعلومات بلغات وصيغ مختلفة حتى يفهمها الناس." منذ اندلاع جائحة كوفيد-19، استجابت المؤسسات الدينية في جميع أنحاء العالم كما ينبغي لأمر إغلاق دور العبادة وإيجاد طرق جديدة للوصول إلى أتباعهم لأجل مواصلة شحذ هممهم روحيًا. وقال القس ديفيد أ. بيدنار، من رابطة الرسل الاثني عشر في الكنيسة المرمونية: "يأتي جزء على الأقل من الأزمة الشرعية في الاستجابة لجائحة كوفيد-19 من فشل بعض صانعي السياسة من إدراك الدور المركزي للدين الذي يشكل محور حياة مليارات الناس وجوهر هويتهم." وأضاف "بيدنار"، "الدين هو جوهر حياتنا وجوهر هويتنا"، مشيرًا إلى الحاجة إلى أن الاعتراف بدور القيادات والمؤسسات الدينية الفعال في إضفاء الشرعية والثقة إلى طاولة المناقشات. وقال أيضًا: "تعزيز الحرية الدينية في زمن انتشار جائحة كوفيد-19 والاعتراف بمكانة الدين الراسخة في نفوس الناس خير حليف يشد من عضد الحكومات والخبراء السياسيين في التصدي لمثل هذه التحديات المشتركة مثل المخاطر الصحية وغيرها من المخاطر الجسيمة." وتابع "بيدنار": في الوقت الذي تؤثر جائحة كوفيد-19 على الاقتصادات والتعليم والرعاية الصحية، يظهر تأثيرها جليًا في الزيادة المفرطة لخطاب الكراهية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية والعنصرية على بعض منصات التواصل الاجتماعي الرائدة في العالم، بما في ذلك فيسبوك وتويتر. وكشف "بيدنار" بانه هناك تقرير نشرته المجموعة الحقوقية "Equality Labs" ومقرها نيويورك في شهر مايو الماضي يسلط الضوء على رواج مجموعة من الوسوم تتهم المسلمين في جميع أنحاء العالم زورًا بتعمد نشر جائحة كوفيد-19 على نحوٍ يغرس معلومات مغلوطة معادية للإسلام وإشعال فتيل خطاب الكراهية في نفوس 170 مليون مستخدم. كما أوضح التقرير بالتفصيل كيف تم الترويج لهذه الوسوم، مثل: #كورونا_جهاد (#coronJihad) الذي انتشر على نطاق واسع، فضلًا عن المنشورات التي تحمل في طياتها عبارات معادية للمسلمين على منصات التواصل الاجتماعي، مثل: فيسبوك وواتساب وإنستغرام. وقالت نهال سعد، رئيسة المكتب والمتحدثة الرسمية باسم الممثل السامي لتحالف للحضارات (UNAOC): ومما يثير الجزع بشكل خاص أن نشهد ارتفاعًا في خطاب الكراهية وكراهية الأجانب ومعاداة السامية وكراهية الإسلام وكراهية المسيحية والعنصرية وغيرها من أشكال التمييز الدنيئة. هذه القوى الشريرة تنخر النسيج المجتمعي لإحداث الشقوق والثغرات طمعًا في تشكيل حلقة مفرغة من العنف. ونحن نؤمن إيمانا راسخًا بأن تفكك مجتمعاتنا هو أحد أخطر تداعيات جائحة كوفيد-19 الذي يدوم أثرها طويلًا." وفي سياق متصل اخر قال الحاخام ديفيد سابرستين، رئيس الاتحاد العالمي لليهودية التقدمية: "يؤسفنا أن نرى الأقليات مضغة مستساغة في فك المرض على نحو غير متناسب في ظل تفاقم الاضطرابات السياسية والمخاوف المجتمعية والتوترات والصراعات الاجتماعية وازدياد خطاب الكراهية وجرائم الكراهية." "لكل هذا صدى مدوي في نفوسنا وآمل الاستعانة بإمكانات المجتمعات الدينية الهائلة لغرض العمل سويًا بغية التصدي لهذه الأزمة، وهذه اللقاءات خطوة مهمة في هذا الصدد." شراكات الهيئات الدينية لمواجهة جائحة كوفيد-19 من جانبها، لفتت سارة هيس، مسئولة تقنية عن حالة التأهب للأحداث عالية التأثير في منظمة الصحة العالمية، انتباه المشاركين بأنه على الرغم من تزايد صور اللامساواة والصراع، لا تزال الأذهان تتذكر لحظات من الوحدة والألفة لم يشهدها العالم من قبل. وقالت: "نرى أمثلة رائعة على حسن التضامن... وأؤمن أنه لطالما كانت المجتمعات الدينية منبع العناية والرعاية الذي يفيض على الفئات المهمشة والمحتاجة." بالإضافة إلى ذلك، أشار المشاركون في حلقة النقاش إلى الحاجة إلى إيجاد طرق للنهوض بتبادل المعلومات وتعزيز الاندماج من أجل تطوير شراكات أقوى بين المجتمعات الدينية وغيرها من قطاعات الأعمال التجارية والصحية. وقال البروفيسور ماركو فينتورا، صاحب كرسي القانون والدين في جامعة سينا، إيطاليا: "ينبغي على المجتمعات الدينية أن تتولى زمام القيادة تحت لواء الأسوة الحسنة، وجهودها ستكون حتمًا مثمرة إذا ما انسجمت مع جهود قطاع الأعمال والبحث والابتكار. وفي نفس الوقت، يجب الاعتراف بدور المجتمعات الدينية بوصفها شريك هام في مختبرات الذكاء الاصطناعي المرتكزة على الإنسان والتكنولوجيا الرقمية عمومًا، ولا سيما في مساعي التحليلات القائمة على الجائحة التي شغلت عالمنا، والعمل على الخروج منها بسلام وعافية".