أكد النائب محمد أبو العينين، عضو مجلس النواب، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن الغش في الامتحانات قضية خطيرة وإخلال جسيم بمبدأ تكافؤ الفرص والمساوة بين الطلاب ولابد أن يتكاتف المجتمع بأسره لمحاربة تلك المشكلة، مشيرًا إلى أن القضية لها أكثر من شق خاص بالامتحان وخاص بدور المدرسة وخاص بالمراقبين واستخدام الوسائل التكنولوجية داخل اللجان الامتحانية لمكافحة الغش. وأضاف أن الغش قضيه أخلاقية وتربوية في المقام الاول ولكى نكافح تلك الآفة من المنبع لا بد من تغيير نمط الامتحانات ونمط الاسئلة والمناهج وطريقة التدريس وأسلوب المدرسة. وأكد في كلمته أمام الجلسه العامه لمجلس النواب اليوم لمناقشة مشروع قانون بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات، أن الأسرة والمدرسة ونظام الامتحانات والتقويم ووسائل الإعلام عليها دور كبير في منع الغش وتنظيم العمليه التعليمية. وطالب أبو العينين بالاخذ بنظام التقويم المستمر طوال العام الدراسي وأن يكون تقييم الطلاب من خلال مناظرات علمية وعمل أبحاث وامتحانات شفوية وعرض لموضوعات، وأضاف أن التعليم الحديث يقوم على تقييم بنسبة 70 % خلال العام الدراسي و30 % فقط في امتحان نهائى وأن للطالب أكثر من فرصة للحصول على درجات أفضل. ودعا إلى أن تقيس أسئلة الامتحانات الحديثة الفهم وليس الحفظ، وطالب بالبعد عن الامتحانات الورقية، والاتجاه إلى تطبيق فكرة الامتحانات الإلكترونية، على أن يكون امتحان كل طالب مختلف تماما عن امتحان باقي زملاءه في اللجنة، يعني لو فيه 20 طالب في اللجنة يكون معهم 20 امتحان وإعداد بنك أسئلة لدى وزارة التربية والتعليم به 1000 سؤال، بحيث يدخل الطالب الكود أو كلمة السر الخاصة به ويقوم الكمبيوتر بشكل عشوائي باختيار أسئلة امتحانه ويكون كل امتحان كل طالب مختلف عن زميله الذي يجلس أمامه أو خلفه أو بجواره فبالتالي تنهار عمليه الغش امام التقنيه الحديثة. وأكد أهمية تأهيل المعلم على هذه الانماط الجديدة للتقييم وتغيير المناهج لتلائم اسلوب التعليم الحديث القائم على محوري، استخدام التكنولوجيا، وأسلوب التقييم على مدى العام. وأشار أبو العينين إلى أن أزمة الغش في الامتحانات هي في الأساس أزمة أخلاقية وأزمة قيم، ولابد من تغيير ثقافة المجتمع والبدء بالتربية والتأسيس الجيد للطفل منذ الصغر، واستعادة الدور التربوى والأخلاقى للمدارس ولوسائل الإعلام في نشر قيمة الصدق والأمانة والاعتماد على النفس. وأكد أبو العينين أن تغيير منظومة التعليم لن يؤدى فقط لحل جذرى لمشكلة الغش في الامتحانات، ولكن سيسهم في تخفيف عبء كبير نفسى ومادى هائل يتحمله أبنائنا وأسرهم. وأشاد أبو العينين بمنظومة التطوير التى يقوم بها وزير التعليم وما ستؤدي إلىه من التحول من التعليم القائم على الحفظ والتلقين إلى التعليم القائم على الفهم والابتكار وهو ما سيؤي إلى التقدم العلمي المنشود.