في ختام ديوانه الجديد، "ترنيمة إلى أسماء بنت عيسي الدمشقي"، والصادر عن دار "الأدهم"، يورد الشاعر الكبير محمود قرني هوامش تتصل بمتون العديد من القصائد، بما يجعلها عنصرا أساسيا في قراءة هذا العمل الذي يعد العاشر في مسيرة شعرية ممتدة لما يزيد عن ثلاثة عقود. يضم الديوان خمس عشرة قصيدة متراوحة الطول، ويهديه قرني لروحي صديقيه الشاعر الأردني أمجد ناصر والشاعر الفلسطيني خيري منصور. وفي هذا الديوان ، يواصل محمود قرني تأسيس وتعميق رؤيته الخاصة لقصيدة النثر عبر إعادة انتاج الرموز التاريخية في أكثر من قصيدة بالديوان مثل قصائد: "وجوه البصرة"، "أغنية الزلاباني"، "لا غرني ناسك بعد أبدا"، "ضرطة السير إدوارد فاريل" والأخيرة تستعيد - بحسب ما توضحه الهوامش- جانبا من صور الصراع الكولونيالي القديم عبر رمز من رموز المركزية الأوروبية، ولكن ذلك يتم عبر وسيط جمالي لا يخضع لشروط التاريخ قدر خضوعه للفوائض الشعرية عبر خصائصها المتحولة. وبحسب الهوامش أيضا سيعرف القارئ أن "أسماء بنت عيسى الدمشقي" التي ورد ذكرها في عنوان الديوان وفي عنوان قصيدة مهداة إلى الشاعر الراحل حلمي سالم، هي شخصية متخيلة ووجودها في النص ليس إلا تمثيلا لنماذج نسائية عشقها حلمي سالم في إقباله الكبير على الحياة بكل صنوفها، حيث كان هذا الانفتاح نتاج قناعته بأهمية قيمة الحب في حياتنا فضلا عن أهمية فكرة التجدد في حياة الشاعر، ورغم العصف الذي صادفه سالم في حياته إلا أنه كان يؤمن بأن كل الحالات صالحة لكتابة الشعر. أما الأعلام الواردة أسماؤهم في قصيدة "وجوه البصرة"، فجميعهم عاشوا في المدينة ذاتها وكانوا من بين رموزها والنص في جملته رد على الحالة الدينية التي شاهدها محمود قرني في إحدى زياراته للبصرة.