موتوسيكل صغير، يضع عليه قطعة خشبية مستطيلة 100 سم في 50 سم، يضع عليها السكر وباكو الشاى وأكياس نسكافيه ومجموعة من «أكياس الينسون والنعناع وعدد من الكوبايات البلاستيك وغلاية مياه». عام كامل ظل يبحث عن فرصة عمل لكن لم يحالفه الحظ، رفض أن يستسلم لليأس، وقرر البحث عن عمل يدر عليه دخلًا ولو قليل، يكفيه عن مد يده للناس، فهو يرى أن «أكل العيش» لا يعرف إلا طريقًا واحدًا، وهو السعى إليه. قضى عامين يعمل في كافيتريا بمدينته، يتعلم ويتقن الصنعة جيدًا، اضطر إلى تركها بعد غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، والمرتب لا يكفى سد رمق أسرته، فاهتدى إلى فكرة بسيطة، وهى أن يستخدم الموتوسيكل الخاص به، لبيع المشروبات الساخنة الجاهزة لبيعها للمارة بالشوارع والحوارى وللعاملين بالمحلات وسائقى السيارات. يقول «طارق عبدالرحيم»: عملت أجيرًا في الأراضى الزراعية، لكن الأجر كان ضئيلًا وكلها تعب، بعد كده اشتغلت مع قريب لى «قهوجي» في كافيتريا نحو سنتين، وخطبت ابنة عمى وحسيت أنى محتاج مصاريف كتيرة عشان اتجوز، موضحًا «فكرت أفتح كافيتريا لحسابي، لقيتها عايزة فلوس كتير، قولت أفتح حاجة صغيرة على قدى وربنا اللى بيرزق، وأنا بتعب وبشقى علشان ربنا يكرمنى وأتجوز. ويتابع، بعد تركى للكافيتريا فقدت الأمل في بعض لحظات ضعفي، لكن كان هناك صوت بداخلى يردد دائمًا بأن ربنا مش هيخيب ظنى أبدًا، وأنه هيكرمنى بس لازم أشقى وأتعب، وقعدت أفكر في مشروع صغير وتكون تكلفته قليلة، لغاية لما جاءت لى فكرة، أنى أضع قطعة خشبية على الموتوسيكل، وأحط عليها غلاية مياه وشاى ونسكافيه وقهوة ومشروبات ساخنة. ويؤكد «الحمد لله ربنا كرمنى وبقيت معروف في الشارع، والناس بتستنانى لغاية لما أروح لهم، وفيه ناس بتجيلى مخصوص جنب موقف العربيات، اللى بقضى فيه معظم وقتي، ويختتم كلامه قائلًا: «أقول للشباب لا تيأسوا، اشتغلوا وربنا هايكرمكم، لأن الشقيان كسبان».