تتغير كل الظروف من حولنا وتتغلغل التكنولوجيا في كل صغيرة وكبيرة، ولكن تبقى مهنة «طالع النخل» تحتفظ بأثريتها وتتوارثها الأجيال بأصالتها دون تحريف أو تبديل، فهذه المهنة صاحبة أكثر من 5 آلاف عام ليس لها بديل آلى أو مميكن ولا يسعى أحد لذلك، فهناك أشخاص توارثوا المهنة أبا عن جد لخدمة ما يزيد على 15 مليون نخلة في كل نواحى مصر، فطالع النخل يعتنى بالبلح منذ بداية تكوينه كجنين حتى يصبح رطبا جنيا. وليس المهنة يدوية فحسب، بل كل أدواتها يتم صناعتها يدويا وهى عبارة عن «سلبة» وهى حبل سميك يتم صناعته من ليف النخيل ويكون عرضه نحو 40 سم وطوله حسب ما يرى طالع النخيل، والأداة الثانية هى «بلطة» مصنوعة من الحديد الصلب وتكون ذات طرف حاد لتقطع الجريدة من ضربة واحدة أو لتقطيع السباط التالفة، والأداة الثالثة هى «منجل كبير» يصنع من الحديد الصلب على شكل قوس له سن حاد لتقطيع السباط وقت الحصاد. يقول «حمدى عبدالله» وعمره 38 عاما، إنه ورث مهنة طالع النخل عن والده، فقد كان يستمتع بصعود النخل منذ أن كان عمره 8 سنوات، مضيفا «أكملت دراستى واتوظفت في الحكومة، لكننى لم أترك مهنة والدى فهى باب رزق أيضا»، وأضاف أن عملية جنى البلح تستغرق عدة مواسم، أولها التقليم، وثانيًا التطريح وثالثًا الدناوة أو تربيط «السبايط» وآخرها الهز أو الجني، فيتم تسلق النخل أربع مرات خلال العام، وأشار أن عملية الجنى تستغرق شهرا أو 40 يوما، يتم جمع البلح خلالها كل يومين أو ثلاثة أيام. وأشار «حمدي» إلى أن صعود النخل يبدو صعبا ومريعا للغاية، لكنه في الحقيقة لا يحتاج سوى لمهارة وتَعود وقلب شجاع، فإذا تملكك الخوف ستسقط لا محالة، مشيرا أنه في حالة السقوط تكون النتائج سيئة للغاية ولكن تلك الحوادث نادرة لمهارة أصحاب الحرفة أولا وثانيا مدى حرفية ومرونة الأدوات المستخدمة في الصعود.