أكد الدكتور زكريا عبدالشافي أن هناك فروقا جوهرية بين كل من الفرقة القومية وفرقة رضا، فكل منهما مدرسة خاصة؛ حيث إن فرقة رضا أنشئت على منهجية خاصة للتعليم والتدريب، قام بوضعها محمود رضا، ولا يستطيع أى راقص التجاوب مع تلك المنهجية إلا بعد تعلمها والتدرب عليها، فكان يجب أن يقضى الراقصون الجدد ما بين 6 أو 7 أشهر وأحيانًا عامًا كاملًا حتى يُطلق عليهم لقب راقص، فليس أى راقص فنون شعبية يصلح لأن يكون راقصًا بفرقة رضا. أما الفرقة القومية اتخذت منهجها وفقًا للمدرسة الروسية التى بدأها الخبير الروسى، على عكس المنهج الذى أبدعه محمود رضا، فقد عايش محمود رضا البيئة المصرية، وظل يدرسها ويتأثر بها لعدة سنوات حتى استطاع الخروج بتابلوهات استعراضية من وحى البيئة التى عايشها، مثل حى السيدة زينب، وغيرها من المحافظات المصرية التى زارها لاستجلاب مفرداتها البيئية من كلمات وموسيقى وحركات وخطوات راقصة للاستلهام منها فيما أبدعه من تابلوهات استعراضية. وتابع زكريا، أن محمود رضا كان لديه ذاكرة فوتوغرافية عبقرية، والتى كان يستدعيها بمجرد بدئه فى عمل أى استعراض خاص بالفن شعبى مصري، وكان راقص بالية شاطر، وكان عبقرى وأعماله جاءت من عصارة خبراته كراقص، وتميزت بخطوات قريبة من البيئة والواقع المصري، فاستلهم منها وقدمها بشكل مُمسرح، أى يصلح للتقديم على خشبة المسرح.