لم يكن رحيل لويس أراجونيس، المدير الفني السابق لمنتخب إسبانيا، عن عالمنا مجرد خسارة لواحد من أبرز المدربين في بلاد الماتادور، ولكنه رحيل للعقل المدبر للجيل الذهبي الأسباني الذي تسيد العالم في السنوات الماضية، بداية من تتويجه ببطولة كأس الأمم الأوربية (يورو 2008) ومرورا بمونديال جنوب أفريقيا 2010 ونهاية بالاحتفاظ باليورو في 2012،وسط توقعات بأن النجاحات قد تستمر في السنوات المقبلة. فقبل أن يتولى أراجونيس تدريب المنتخب الأسباني كان الماتادور مجرد فريق يؤدي بشكل جيد، ولكن سقف طموحاته لا يتخط مرحلة التمثيل المشرف حتى آلت الأمور التدريبية للرجل الذي نجح في الصعود بمنتخب بلاده لمنصة التتويج بالفوز بيورو 2008 على حساب الماكينات الألمانية في النهائي بهدف توريس الشهير بعد مستويات رائعة أبهرت العالم في البطولة. ورغم أن أراجونيس ودع المنتخب الأسباني بعد البطولة الأوربية، وخلفه فيسنت ديل بوسكي غير أن المتابعين يرجعون الفضل في فوز المنتخب بكأس العالم لأول مرة في تاريخه لأراجونيس، الذي كون هيكلا متماسكا للمنتخب قاده للفوز بالبطولات واحدة تلو الأخرى بعد سنوات من (الحرمان). فأراجونيس الذي ولد في 28 يوليو عام 1938 بمنطقة هورتاليزا في العاصمة مدريد، يعتبر من أساطير فريق أتلتيكو مدريد، الذي انضم اليه في 1964، حيث توج معه بالدوري الأسباني 3 مرات وكأس إسبانيا مرتين ولعب معه 372 مباراة مسجلا 172 هدفا، وكلاعب شارك أراجونيس مع المنتخب في 11 مباراة وسجل 3 أهداف. أما على الصعيد التدريبي فيمتلك أراجونيس الرقم القياسي في عدد المباريات، التي خاضها أي مدير فني في الليجا، وعدد 757 مباراة تولى خلالها قيادة أتلتيكو مدريد وريال بيتيس وبرشلونة واسبانيول وفالنسيا واشبلية وأوفييدو وريال مايوركا. وقاد أراجونيس أتلتيكو مدريد للفوز بالليجا عام 1977 وبكأس الملك 3 مرات وكأس السوبر المحلي مرة وكأس انتر كونتيننتال مرة عام 1975.