تقول الكلمة فى القاهرة، فيُسمع صداها فى تونس ونواكشوط والرياض، فتحرك الماء الراكد من المحيط إلى الخليج، لأجل ذلك أنشئت إذاعة صوت العرب قبل ست وستين عاما. ففى مثل هذا اليوم الرابع من يوليو عام 1953 وبعد عام واحد من إطاحة الثورة المصرية بالحكم الملكي، انطلقت إذاعة «صوت العرب» من القاهرة لتجمع آذان الشعوب العربية حول الراديو ويرتبط وجدانهم بالكلمات من خلال أثيرها الذى انتشر فى جميع أقطار العالم العربى ليتحدث بصوتهم، ويعبر عنهم. ونبتت فكرة تأسيس إذاعة صوت العرب حينما بُث برنامج بنفس الاسم على إذاعة «راديو القاهرة»، وكان الدكتور محمد عبدالقادر حاتم هو صاحب الفكرة الذى تولى منصب وزير المعلومات فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر. وكانت ثورة يوليو 1952 إيذانا بنهوض الروح القومية العربية وانتشار المد الثورى إلى البلاد المحتلة مثل تونس والجزائر والمغرب، فما كان من الثوار إلا الاحتماء من انتهاكات الاحتلال ب«أم الدنيا» مثل «بن بيلا» و«بورقيبة» و«عبدالكريم الخطابي» وغيرهم الكثير، فاحتضنتهم مصر وأوصلوا أصواتهم عبر أثير صوت العرب. ونتيجة لدعم مصر وإذاعة صوت العرب للثورات فى تونس والجزائر، حاولت فرنسا تدمير محطات أبو زعبل، خلال العدوان الثلاثى على مصر فى 1956 إلا أن المحطات السرية التى كانت فى المقطم عادت للإرسال فى نفس اليوم.