الشبراوي والشاذلي وعبدالعزيز.. أبناء الشرقية مسيرة فداء ومواقف بطولية

تعد محافظة الشرقية من المحافظات التى ضحت بالمئات من أبنائها من رجال الجيش والشرطة فداء للوطن فمنذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن تجاوز عدد الشهداء فى المحافظة أكثر من 300 شهيد من أبناء القوات المسلحة ورجال الشرطة. «البوابة» رصدت الآلام أسر الشهداء فى ذكرى ثورة 30 يونيو.
قال والد الشهيد أحمد الشبراوي: لقد رزقنى الله بثلاثة أبناء «أميرة» و«محمد» والشهيد «أحمد» أصغرهم ورغم حصوله على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة من مدرسة أحمد عرابى الثانوية إلا أنه كان لديه إصرار كبير على الالتحاق بالكلية الحربية وتخرج عام 2007 الدفعة 101 ونقل للعمل برفح حتى عام 2010 وبعدها التحق بالفرقة 777 الصاعقة المصرية وحصل على فرقة مكافحة الإرهاب من إيطاليا ومنذ عام 2010 حتى عام 2013 ظل يخدم فى الصاعقة الفرقة 777 حتى انتقل مرة ثانية للعمل فى رفح حتى استشهاده يوم 7 يوليو 2017.
أضاف والد الشهيد أن نجله كان محبا لزملائه بطريقة كبيرة وأن أحد الضباط الناجين من الكتيبة زارنا بالمنزل وحكى لنا عن البطولة المشرفة للشهيد «الشبراوي» وقت الهجوم على الكتيبة 103 وأنه كان يقدم نفسه عن العساكر ويجعلهم خلفه خوفا عليهم وأنه قاتل ببسالة وأسقط عددا من الإرهابيين.
وأشارت هدى محمد والدة الشهيد أحمد الشبراوى إلى أنه غادر المنزل متوجها للعريش قبل 3 أيام من الاستشهاد وليلة الحادث تحدث معها هاتفيا لمدة ساعة وكانت أطول مكالمة بينهما وقالت: أول مرة أشوف «أحمد» يبكى بحرقة يوم علمه بخبر استشهاد العقيد «رامى حسانين» قائد الكتيبة 103 كان «أحمد» فى إجازة معانا وبكى بكل حرقة وقالى « يا ماما دا كان بطل عمرنا ما هنعوضه وظل يبكى طوال اليوم».
فيما قالت المهندسة ندى حسن أحمد زوجة الشهيد «الشبراوى» إن الشهيد كان قمة فى الإخلاص لوطنه ويرفض أن يقص أى أخبار تخص عمله أمام أسرته حتى لا يشعرهم بالقلق عليه بل كان دائما يبث فينا جميعا بأن القادم أفضل وأن سيناء آمنة بفضل المخلصين من رجال القوات المسلحة والشرطة.
وطالبت زوجة الشهيد بالقصاص العادل والعاجل لجميع أسر الشهداء من الخونة الإرهابيين.
أما الشاذلى محمد «محام» بالنقض والد الملازم أول الشهيد أحمد الشاذلى الذى استشهد فى العملية الشاملة سيناء فقال إن الشهيد كان بالكتيبة 103 بالجلاء بمحافظة الإسماعيلية وفور بداية العملية الشاملة سافر إلى سيناء للمشاركة فى العملية الشاملة ولم يخبرنى إلا بعد عدة أيام اتصل بى وقال لى «يا بابا أنا بكلمك من سيناء وأنا بخير وياريت مش تخبر والدتى حتى لا تقلق عليّ وأن هاجى قريب بإذن الله وروحنا المعنوية هنا مرتفعة».
أضاف والد الشهيد: «يوم الحادث كنت متوجها إلى المسجد بالقرية لأداء صلاة العصر فتقابلت مع أحد أصدقاء «أحمد» وقالى لى طمنا على أحمد مكتوب على وسائل التواصل الاجتماعى أنه مصاب فتوجهت مسرعا إلى المنزل وقمت بالاتصال عليه وعرفت بالخبر وأنه تم نقله إلى مستشفى المعادى فأسرعت ومعى زوجتى وأخبرت نجلى «مصطفى» الذى حضر مسرعا من دولة السعودية وتوجهنا إلى مستشفى المعادى وشاهدنا «أحمد» وكان فى حالة صعبة واستشهد متأثرا بإصابته.
وتابع «أنا فخور أن ابنى مات راجل وهو مدافع عن وطنه وفدى وطنه بروحه ويكفينى فخرا أن قائد كتيبته 101 أثناء مشاركته معانا فى تشييع الجثمان قالى لى «أحمد بطل وفدى الكتيبة بأكملها من التفجير ولك أن تفخر به».
أما والد المجند الشهيد محمد عبدالعزيز فقال إنه شعر بصدمة كبيرة عندما تلقى خبر وفاة نجله لافتا إلى أن آخر مكالمة كانت بينه وبين الشهيد كان يقول له خليك راجل وحافظ على نفسك وصحابك وخليك صاحى فى الخدمة فرد على وقال لى ما تخفش يا با وراك رجالة.. مكنش بيقولى على اللى بيحصل فى سيناء.
ووجه رسالة لابنه الشهيد قائلا: يا شهيد نام وارتاح وراك رجالة فى القوات المسلحة هتحافظ على مصر ومش هتسيب حقك».
ومن جانبه أصدر الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية قرارًا بإطلاق أسماء الشهداء على المدارس والشوارع والقرى تخليدًا لذكراهم الطاهرة وتقديرًا لما قدموه من تضحيات غالية من أجل الدفاع عن أمن واستقرار البلاد مؤكدًا على ضرورة توفير الرعاية الصحية والاجتماعية لأسرهم تقديرًا لما قدمه أبناؤهم من دماء ذكية وطاهرة للدفاع عن الوطن الغالى.