فى أحد شوارع منطقة العجوزة بالجيزة، كانت الأجواء هادئة، الساعة تقترب من الواحدة صباحًا، وداخل منزل قديم مكون من 7 طوابق، شقة استأجرها شاب نحيل الجسد، كثيرًا ما يراه الأهالى بصحبة صديقه الذى يقطن بمنطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، سلوكهم وتصرفاتهم لا توحى بأنهم طبيعيين، لغز غير مفهوم فى عقول الجميع، تساؤلات ظلت حائرة طيلة شهور عديدة، حتى جاءت الإجابة فى الليلة الموعودة، وتمكن أحد الجيران بالعقار من كشف اللعز الغريب، بعد أن شاهد المتهم يجر صديقه القتيل على السلم محاولًا النزول به إلى خارج المنزل، ليفر بعدها المتهم سريعًا إلى الشارع. تعاهدوا أن يكونوا يدًا واحدة فى بيع المخدرات، ولكن طريق الشر دائمًا ما يكون محفوفا بالكوارث والمصائب، 50 جنيهًا كانت سببًا فى أن ينهى المتهم أشرف حياة صديقه كريم والمشهور ببلدوزر بعدة طعنات فى أماكن متفرقة من جسدة، ليسقط قتيلًا. انتقلت «البوابة» إلى مسرح الجريمة لكشف الكواليس والتفاصيل على لسان الأهالى والجيران فى المنطقة. بداية الجريمة كانت بمشادة كلامية فى تلك الليلة أمام المارة، ثم تطور الأمر بينهما إلى تعدى أحدهما على الآخر، فوصل الأمر إلى مشاجرة، أسرع الأهالى ونجحوا فى إنهاء الأمر، انصرف المتهم والمجنى عليه إلى شقتهما الموجودة بالطابق الرابع، وكأن شيئَا لم يكن، وبعدها بساعات قليلة سمع الأهالى صوت استغاثة تأتى من العقار، الجميع أسرع نحو مصدر الصوت، الجار ينظر إلى القتيل مفزوعًا، الأهالى حاولوا فهم حقيقة ما يحدث من الجار، أخبرهم بأنه سمع من داخل شقته خبطات وصوت حركة غير طبيعية خارج الشقة، وعقب خروجه لاكتشاف الأمر تفاجأ بالمتهم ويدعى «أشرف»، يجر المجنى عليه ويدعى «كريم بلدوزر» على السلالم نحو الطابق الأسفل، فالقتيل وزنه كبير، مما أحدث ضجة أثناء نزول المتهم به على السلالم، وعقب اكتشاف الأمر لاذ المتهم بالفرار. محرر البوابة مع صاحب العقار الذى شهد الجريمة الأهالى بدورهم أبلغوا رجال المباحث، حضرت قوة على الفور إلى مكان الواقعة، الضحية مغطى بالجرائد على السلالم، والمتهم فر هاربًا، ولكن بعد دقائق قليلة، يسقط المتهم فى قبضه رجال المباحث بحيلة ذكية، عن طريق أم القاتل، التى أجرت اتصالا هاتفيا بنجلها، لتسأله عن مكان وجوده، فأخبرها بأنه مختبئ فى مكان موجود بالقرب من مسرح الجريمة، أسرعت إلى المكان، وبالفعل وجدته، ليسقط فى قبضة رجال المباحث، بعد دقائق قليلة من ارتكابه جريمة قتل صديقه. روايات الأهالى والجيران بالمنطقة تشير إلى أن الصديقين كانا يبيعان المواد المخدرة، وأن سبب الجريمة هو خلاف بينهما على 50 جنيهًا فى تعاملات بينهما فى البيع والشراء. أما عن حقيقة ما حدث داخل الشقة التى شهدت الجريمة، فبعد أن تمكن الأهالى من فض المشاجرة بينهما، توجه بعدها بساعات قليلة المجنى عليه نحو شقة المتهم، وأخذ يطرق الباب مرارًا وتكرارًا دون أن يفتح المتهم الباب، ونظرًا لزيادة وزن الضحية فقد تمكن من كسر الباب والدخول، وقام بالاعتداء على صديقه «المتهم»، وأثناء قيامه بضربه، وجد المتهم سكينًا بجواره فقام بطعن صديقه بها فسقط غارقًا فى دمائه، وقام بجره على سلالم العقار حتى اكتشف الجار الأمر، ثم فر هاربًا ليسقط بعدها فى النهاية بقبضة رجال المباحث. الأهالى فى المنطقة، أكدوا أنها ليست المرة الأولى التى تحدث فيها خلافات بينهما، فقد سبق ونشبت مشاجرة بينهما وتدخل الأهالى. ورد بلاغ إلى قسم شرطة العجوزة، يفيد مقتل أحد الأشخاص، بمنطقة ميت عقبة، نتيجة الاعتداء عليه بسلاح أبيض، وبإجراء التحريات تبين أن المجنى عليه «عاطل»، ونشبت بينهما مشادة كلامية، ما دفع المتهم لتسديد طعنات أسفرت عن وفاته، وتم ضبط المتهم، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة للتحقيق، التى أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
