تحتفى الأوساط الأدبية، اليوم الثلاثاء، بذكرى ميلاد الروائي البريطاني جورج أورويل، حيث ولد في 25 يونيو 1903، واسمه الحقيقي آرثر بلير، أطلق أولى صرخاته في مدينة موتيهاري في الهند، وكان والده ريتشارد بلير موظف مدني في مناطق التابعة للتاج الملكي البريطاني، وعندما كان عمره سنة واحدة اصطحبته أمه مع شقيقته وغادروا جميعًا إلى بريطانيا حيث استقرت العائلة في منطقة أوكسفورد شاير. فيما بعد ظهرت ملكة الكتابة عند أورويل في سن مبكرة، حيث كتب أول قصيدة له عندما كان عمره أربعة أعوام، ونشرت أول قصيدة له في إحدى الصحف المحلية عندما كان عمره 11 عامًا، وبعد أن درس في مدرسة محلية أُرسل عام 1911 إلى المدرسة الداخلية في سانت سيبريان حيث قضى خمسة أعوام فيها. لم يمكث كثيرا لكي يتفوق على نفسه فبعد مرحلة المدرسة حصل أورويل على منحة دراسية في جامعة إيتون وأراد التعمق في الدراسة بعد التخرج لكن وضع عائلته المادي لم يسمح له باستكمال دراسته فاضطر بعد التخرج للانضمام إلى قوات الشرطة الملكية الهندية. فيما بعد انضم للشرطة وتم تعيينه في بورما حيث قضى خمس سنوات من الخدمة هناك واستقال بعدها للعودة إلى وطنه إنجلترا ومطاردة شغفه في الكتابة، لكنه واجه الكثير من المصاعب واضطر لأن يعمل في كل شيء حتى غسيل الصحون ليستطيع تأمين لقمة العيش. تتوالى الأحداث فيغادر أورويل، في عام 1936 إلى إسبانيا للقتال بجانب الثوار الإسبان، وأصيب أورويل إصابة خطيرة في حلقه وكاد يفقد الحياة، لكنه عاد إلى وطنه حيًا بأعجوبة، لتشخص إصابته بمرض السل حيث استمر لأشهر في العلاج من إصابته ومرضه، وأثناء تلك الفترة العلاجية استغل أورويل وقته ليصبح كاتبًا صحفيًا يكتب المقالات والأخبار وعمل كناقد فني. كانت الفترة بين عامي 1941 و1943 شهدت عمل أورويل بمحطة BBC الشهيرة وثم غادرها ليستمر في عمله ككاتب، وأثمرت جهود أورويل عندما أصدر روايته الشهيرة Animal Farm أو "مزرعة الحيوانات" عام 1945 والتي تتحدث عن مزرعة يحكمها خنزير ويقصد بها أورويل الديكتاتور السوفييتي جوزيف ستالين، وقد نالت الرواية انتشارًا كبيرًا وحققت لأورويل أرباح مادية كبيرة كان الكاتب الفقير بأمس الحاجة لها. لم يكتف بإبداعه ليقف عند الرواية الأولى التي حققت نجاحا غير مسبوق، فتلاها تحفة روائية أعظم وهي رواية "1984" والتي تتحدث عن تخيل لحال العالم سنة 1984 عندما تتحكم الحكومات بحرية مواطنيها إلى أقصى درجات الاستبداد، وقد حققت الرواية نجاحًا عظيمًا وبيعت الملايين من النسخ وترجمت إلى العديد من اللغات، وصنفتها صحيفة التايمز كثاني أفضل رواية في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية. كان أورويل تعس الحظ لأنه لم ينل تلك الشهرة العالمية التي بلغتها رواياته لأنه رحل عن عالمنا في عام 1950 عن عمر 46 عامًا بسبب مرض السل الذي كان منتشرا حينذاك، لتنتهي مسيرة كاتب مميز يعرف العالم كله اسمه من خلال روايته الخالدة 1984.