تنظم جامعة الدول العربية، ورشة عمل موسعة تحت عنوان "تحديات العمل الإنساني في المنطقة العربية.. التحديات والخطوات"، يوم الأربعاء المقبل بالقاهرة، على مدى يومين، بالتعاون مع المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. يشارك في ورشة العمل، ممثلين على مستوى رفيع من حكومات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وممثلي المنظمات الإنسانية العربية والدولية الحكومية وغير الحكومية، ووكالات الأممالمتحدة ذات الصلة، والجهات المانحة في المجال الإنساني وممارسين من ذوي الخبرة في هذه المجالات. وأكد بيان صحفي للجامعة العربية اليوم، على أهمية هذه الورشة، خاصة أن المنطقة العربية تواجهه حاليا عددًا كبيرًا من الأزمات التي أدت إلى تفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية وازدياد الحاجة إلى تقوية نظم الاستجابة الإنسانية، حيث يعاني أكثر من نصف السكان مثلا في اليمن من غياب الأمن الغذائي، أما الصراع في سوريا فأدى إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون شخص في الداخل، ولجوء أكثر من 2.3 مليون شخص إلى الدول المجاورة ودول شمال أفريقيا. وقالت، "علاوة على ذلك هناك أكثر من 4 مليون شخص في السودان، و3.8 مليون شخص في الصومال بحاجة ملحة وماسة إلى المساعدة، الأمر الذي يتطلب مواجهة هذه الأزمات بفاعلية من خلال الاستمرارية في الاستجابة السريعة كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتقديم المساعدات الإنسانية المادية والعينية للحفاظ على أرواحهم والتخفيف من معاناتهم". ويمثل حجم وتعقد هذه الأزمات تحديات جسيمة للجهات العاملة في الشأن الإنساني، التي لا تكون دائما قادرة على الاستجابة بفاعلية وفي الوقت المناسب وعلى النحو المنتظر منها. وخاصةً في ظل المستويات العالية من انعدام الأمن، إلى جانب شواغل الحماية وغيرها من القيود التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. وتظل الدول المنكوبة والدول المضيفة على حد سواء تعاني هاجس عدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان المتضررين واللاجئين، بسبب نقص التمويل، كما تفتقر بعض الجهات العاملة في الشأن الإنساني إلى القدرات اللازمة للاستجابة بفعالية للأوضاع الإنسانية المختلفة. ورغم تعدد الشبكات الإنسانية العربية والدولية الساعية لمواجهة الأوضاع المأساوية في بعض الدول العربية والتي لا تدخر جهدًا في سبيل أن تقدم ما أمكن من المساعدات وتعمل على الحد من مخاطر وأثار هذه الأزمات، إلا أنه بإمكان المنطقة العربية أن تعمل على التحسين والارتقاء بأدائها في هذا الشأن وذلك من خلال منبر يعمل على تعزيز التعاون بين الدول العربية ومنظماتها الإنسانية، ويكون بمثابة آلية تُسهل وتُطور رؤى وإستراتيجيات مشتركة للأزمات الإنسانية والكوارث، وتوحيد الجهود بين المنظمات والجهات العاملة في الشأن الإنساني على كافة المستويات. كما يمكن أيضا لهذا المنبر أن يعمل كآلية فعالة للتعاون والتنسيق مع المنظمات الإنسانية لتعزيز العمل العربي المشترك من جانب، والتواصل مع المنتديات الإنسانية الإقليمية والعالمية الأخرى من جانب آخر عن طريق تبادل المعلومات والمبادرات ذات الاهتمام المشترك وأفضل الممارسات التي ستساهم ولا شك في النهوض بالعمل الإنساني في المنطقة العربية. وذكرت الجامعة، أن هذه الورشة تستجيب إلى توصيات اللقاء الذي تم بين السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية والسيدة فاليري آموس وكيل الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسقة شئون الإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك سبتمبر الماضي، حيث تعهدت الأخيرة بمساعدة الجامعة من أجل وضع إستراتيجية عربية للشئون الإنسانية، كما أن الموضوعات المقترحة والتوصيات التي ستخلص إليها الورشة سوف تثري المشاورات الإقليمية في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني المقرر في عام 2016. وتهدف الورشة إلى تحسين فعالية العمل الإنساني وبحث السبل الكفيلة والممكنة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه وفق عمل ممنهج ومؤسسي، ومناقشة التحديات التي تواجه تنسيق الشئون الإنسانية في المنطقة العربية، والاطلاع على الدروس المستفادة وأفضل الممارسات في مناطق أخرى لتحسين التنسيق في التدخلات الإنسانية وإنشاء شبكات إنسانية، ومناقشة تصور حول أهمية العمل الإنساني في الدول العربية وفق نمط ممنهج ومؤسسي مشترك. وتركز الورشة على ثلاثة محاور رئيسية لبحث السبل الممكنة لتطوير العمل الإنساني في المنطقة العربية (حكومات ومنظمات المجتمع المدني) والنهوض به، اهمها التحديات الرئيسة للتنسيق الإستراتيجي والميداني بين الجهات النشطة في المجال الإنساني في المنطقة العربية، وإنشاء شبكات تنسيق للشئون الإنسانية، الدروس المستفادة والممارسات الفضلى، ومقترح جامعة الدول العربية لإيجاد آلية تنسيق مشتركة للشئون الإنسانية في المنطقة العربية.