مصطلح انتشر فى الآونة الأخيرة بعدما تم تنجيل ملاعب مراكز الشباب خلال الأعوام السابقة، وتحولت تلك الملاعب إلى مصدر من مصادر الدخل خاصة بعد رفع الدعم عن تلك المراكز، مع انتشار الملاعب الخاصة، وبزوغ النماذج الرياضية العالمية مثل النجم العالمى محمد صلاح، صار حلم كل طفل بل كل أسرة قابع داخل الساحرة المستديرة، فمع حبو الطفل بات الأب يشجعه على ركل الكرة فلربما أخذته تلك الركلة لتحقيق أحلامه، لكن لأن الأحلام أحيانًا تسرقنا ونعيش فى خيال تحقيقها ننفصل عن الواقع وننسى أن هناك إجراءات تلزم لتحويل هذه الأحلام إلى حقيقة.. فبالرغم ما حققته الأكاديميات المقامة على مراكز الشباب من فوائد إذ إنها باتت تجمعات رياضية وأسرية ساعدت على تهذيب الشباب وتأهيلهم إلا أن معظمها دون ترخيص وليست معتمدة رسميًا، إذ إن الأمر فى الكثير من الأحيان يقتصر على إيجار الملعب وعمل اشتراك للأكاديمية وتوريد نسبته إلى خزانة مركز الشباب.. ونسوق فى هذا الأمر نموذجين لأكاديميتين. الكابتن مصطفى حلاوة ترجم عشقه للرياضة إلى واقع ملموس، وترك حب كرة القدم يجرى فى عروقه ويرسم له أحلامه، فاستطاع الشاب ذو ال23 عامًا، أن يُنشئ مع أصدقائه أكاديمية لناشئين كرة القدم فى إحدى قرى القليوبية، تستقبل الأطفال من عمر سنتين ونصف السنة حتى تؤهلهم للالتحاق بالأندية الكبرى. يقول كابتن مصطفى «الأكاديمية بدأت نشاطها منذ 4 أشهر واستقبلت 190 طفًلا، وهدفها إنشاء طفل رياضى سوى نفسيًا وبدنيًا، فنهتم بالشق التربوى لتعزيز روح العمل بين الفريق، والشق المهارى من خلال تدريب الأطفال على يد أكاديميين متخصصين، وإجراء مسابقات بين الطلاب وتمارين خاصة للموهوبين منهم. يوضح «مصطفي» سر إلهامه لاختيار أكاديمية لكرة القدم بالتحديد قائًلا» ناس كتير موهومة بكرة القدم ونجومها وحياتهم وعايزين ولادهم يبقوا زيهم، الوعى الرياضى زاد كتير، زمان كانوا يقولوا العيال تذاكر أحسن لكن دلوقتى الرياضة عند ناس كتير أهم»، وأضاف أنه وقع اختياره مع أصدقائه لاختيار نادى دلمون بكفر الجزار لإنشاء الأكاديمية وذلك لتوقف نشاط النادى الرياضى رغم إمكانياته ومساحته، فتم توقيع عقد شراكة مع النادى، وبعد نجاح الأكاديمية، فهناك نية للتوسع بفرع آخر فى قويسنا. أما «سونجو» فكان طفلًا صغيرًا يراوده حلمًا كبيرًا.. كان يمتلك الموهبة والياقة والمهارة، لأن يكون حارس مرمى ممن يشار إليهم بالبنان.. تبدد حلمه فى دوريات القرى وبين ملاعب مراكز الشباب لأنه لم يجد يدًا تنقله من تلك الحلقة الضيقة إلى أحد الأندية.. سرقته السنين واكتفى بما حققه من شهرة فى مجتمعه الصغير.. ومع تقدم العمر والمرض تاهت قدماه فى السبل.. أخذت السنوات من روحه وأخذ المرض من جسده.. لكنه قبل بضعة شهور أيقن أن شيئًا ما عليه فعله.. فهم بعمل أكاديمية رياضية للشباب الصغير تحمل اسمه.. نجح فى لملمة الصغار من الشوارع وجعل لهم كيانا يلتفون حوله.. وجد ضالته فيهم ورأى فيهم تحقيق حلمه لكن الموت لم يمهله ليكمل ما بدأه.. ترك «سونجو» الأكاديمية تحتاج إلى ترخيص حتى يتسنى لبراعمها المشاركة فى دوريات مراكز الشباب فيكون لهم حظًا أوفر من ذلك الفتى الأسمر وضع لحلمه لبنة تأسيس قبل أن يرحل.