نالت الكاتبة والناقدة التونسية الدكتورة حياة الخياري، درجة الدكتوراه من جامعة سوسة حول أطروحتها «الرموز الحرفية فى الشعر العربى المعاصر»، حيث تناولت تحليل قصائد الشاعر السورى أدونيس، ثم أصدرت كتاب «حوار القرآن والشعر عند أحمد الشهاوي»، وكتاب «أضف نونًا.. قراءة فى نون أديب كمال الدين» وصدر لها حديثا بمصر كتاب «النبوة من القرآن إلى الشعر». «البوابة» التقت الكاتبة التونسية حياة الخياري، ليدور النقاش حول مشاركتها بمعرض الكتاب، وكتابها الجديد، ووضع المرأة بالمجتمع التونسي. فإلى نص الحوار.. ■ فى البداية، كيف تقيمين التجربة الجديدة لمعرض الكتاب فى دورة اليوبيل الذهبي؟ - معرض الكتاب ظهر فى صورة تظاهرة ثقافية كبيرة، حيث يتسع الفضاء لمشاركة الجميع، فهو فى مكانه الجديد مكسب كبير ليس للمصريين وحسب، بل للعرب جميعا. ■ كم مرة زرتِ مصر وشاركتِ بمعرض الكتاب؟ - أنا سعيدة بوجودى فى القاهرة، وهذه هى المرة الخامسة التى أزورها فيها، ولكنها المرة الأولى التى أشارك فيها بمعرض الكتاب، كى أقدم ورقة ورؤية حول أدب المهجر. ■ وكيف تناولت قضية «أدب المهجر»؟ - موضوع أدب المهجر كثر الكلام فيه حتى يكاد يكون قد قتل بحثا، ولكنى ركزت فى كلامى على تغيير مفهوم أدب المهجر، لأن أسباب الهجرة تختلف من أديب لآخر، وبالتالى تنعكس الأسباب على الموضوعات؛ فالشاعر أدونيس ومحمود درويش ونزار قباني، قدموا قصائد تعالج الهجرة بشكل مختلف. وأدب المهجر قديما أخذ شكلا ذاتيا وصورة فلسفية تأملية، وذلك نجده عند الشاعر جبران خليل جبران فى قصيدته «البلاد المحجوبة» فالذاتية تتضح من طموحه ومشاعره الذاتية، ونجده يتعالى على الواقع وقضايا الشعوب. وفى الحقيقة، لقد تعمقت كثيرا من المفاهيم فى الأدب الحديث وخاصة حول الزمان والمكان ومسألة الاغتراب ذاتها، وتلامست كثيرا مع مواجع الشاعر الذى يعانى من نوع ما بالدونية، وانعكست على تغيير الموضوعات فتأتى مقاربات من جديد لمفاهيم الهوية والوطنية. ■ هل تصادفت زيارتك لمصر مع صدور كتابك الجديد «النبوة»؟ - نعم كانت مصادفة فعلا، لقد صدر لى بمصر منذ أيام كتاب «النبوة من القرآن إلى الشعر» عن دار روافد، حيث تتناول المفاهيم المتعلقة بالنبوة، والتى تناولتها الأديان ولا سيما القرآن، وكيف تطور المصطلح، ودور الشعراء بعد ذلك فى توظيف تلك المفاهيم. ■ كيف ترين وضع المرأة فى تونس بعد قرارات الرئيس قايد السبسي، التى تنحاز للمرأة بشكل مباشر وتدعمها؟ - فى الحقيقة، بحث تلك الأمور، يعد خارج سياق دراساتى الأدبية، واهتماماتى البحثية، لكن، بوصفى امرأة وكاتبة يمكننى أن أدلى برأيي، فقرار المواريث الذى اقترحه الرئيس مازال مطروحًا، ولم يحسم فى البرلمان حتى الآن، وحين يتم البت فيه بالموافقة فإن النساء التونسيات هن الكاسبات. ■ ألا يشكل ما طرحه الرئيس أزمة داخل المجتمع التونسي؟ - قانون الأحوال الشخصية بتونس والدستور كذلك ينص على المساواة بين الرجل والمرأة، وفى نفس الوقت ينص على أن تونس دولة عربية مسلمة، وهنا يكمن المأزق بين ما يمنحه التشريع وما يتيحه الدستور، وعلى كل حال نحن بانتظار قرار مجلس النواب. ■ أليست هناك جماعات وتنظيمات متطرفة تخلق مشاكل مع الحكومة؟ - صحيح، كانت هناك بعض المشاكل فى فترات سابقة، لكننا استطعنا أن نتجاوز تلك المسألة بجدارة، والآن أؤكد لك أنه لا توجد جماعات متطرفة فى تونس، لم يعد لها مكان حقا.