سمار بلون طمى النيل، وعشق لآلة عمرها زاد على ثلاثة آلاف عام، تربى على صوت كوكب الشرق، فوقع فى غرامها فى سن السابعة، وبين مقام العجم وعشقه لأجراس الكنائس، ومقام الصبا الذى يخرج فيه حزنه وآهاته على حال الموسيقى، كانت حكاية كريم جمال شاب فى ربيعه السادس والعشرين، تاه عوده فى غيابات «المهرجانات» والفن الردىء، على الأوتار الخمسة عزف على الأداة الأهم فى التخت العربي، بعدما أثر الطرب فى نفسه كنشوة ليست لها مثيل، فى عامه السابع، وتحديدًا عام 1999 كانت شاشات التليفزيون المصرى تصدح بأغانى أم كلثوم فى مسلسلها «كوكب الشرق» من وقتها كان العشرينى أسيرًا لصوت عود «القصبجي». الظروف المادية كانت عائقة فى تعلمه للموسيقى، فذهب مع أحد الأصدقاء ل«معلم» عود بسيط، كما وصفه، مستكملًا: «قرر معلم العود يعمل ليا امتحان قبل التعلم يشوف بيها قدرة ودانى على استيعاب الموسيقى؛ الامتحان كان عبارة عن جمل موسيقية سريعة قالها فى 40 ثانية تقريبًا على العود، وطلب منى أن أرددها وراه، فشلت، فكان رد الراجل عنيفًا وقالى روح أتعلم أى فن تاني»، فزادنى ذلك إصرارًا ورحت المعهد العالى للموسيقى «الكونسرفتوار» اتعلمت، ثم أرسلت أحد الأصدقاء بمقطوعة عزفتها للمعلم الذى رفض تعليمى فأعجبته جدًا، وكان ذلك دفعة كبيرة لي». لم يكتفِ كريم بتعلم العزف، بل درس الموسيقى وبدأ يكتب فى العديد من المواقع المتخصصة فى الدراسات الموسيقية، يتحدث عن الموسيقى العربية، ولديه مشروع لإعادة تلحين مقطوعات موسيقية شهيرة، قائلًا: «الموسيقى العربية فيها قوالب موسيقية تركية زى اللونجا والسماعيات والبشارف لكن كل دى قوالب تركية، أما الموسيقى العربية فهى موسيقى غنائية، ثقافة القرآن والإنشاد هى أساسها، وبالتالى يظل أى تأليف موسيقي، هو حاجة بعيدة جدًا عن روح الشعوب العربية، حتى حينما حاول محمد عبد الوهاب فى فترة ما إنتاج موسيقى بحتة، نجحت بعض هذه المقطوعات بسبب الأفلام التى جاءت فيها كموسيقى تصويرية، لذلك كان الاهتمام الأول لدى تطوير التلحين الغنائي، وتطوير الغناء من الغناء الفردى وعودته إلى الغناء الجماعى الذى فيه تعدد للأصوات، وتعدد الشخصيات فى الصورة الغنائية الواحدة، لذلك أعمل حاليًا على إعادة تلحين «أوبريت مجنون ليلى» وأتمنى اكتمال المشروع. وختتم حديثه: «يظل لدى حلم يراودنى، وأتمنى تحقيقه هذا العام، وهو إنجاز كتاب عن دور الأستاذ عبدالوهاب فى تطوير الموسيقى العربية سواء فى التلحين أو الغناء».