تركت بلدها منذ 3 سنوات لتقيم فى مصر، بحثًا عن فرصة عمل مناسبة لها، فاستغلت الموهبة التى منحها الله لها فى يديها، والتى تعلمتها فى بلدها لتكون لها بابًا للرزق، هكذا هى مسيرة ربيعة عبدالله أحمد عبدالله السودانية والتى تعمل بالحنة للعرائس والفتيات فى عدة محافظات الجمهورية. كانت فى بداية عملها بالحنة مع شقيقتها داخل «كوافير» بالسودان، ولم تنكر فضل بلدها فى تعليمها وتنمية موهبتها فى التعامل مع الحنة والرسم على الجسد للفتيات والعرائس، لتستفيد بذلك للعمل فى مصر، فنجحت فى اكتساب ثقة المواطنين، وأصبح يتهافت عليها الجميع للرسم على أيديهن وأجسادهن من الفتيات لإظهار جمالهن. «تقول ربيعة» الحنة نوعان السودة والحمراء، ففى السودان يتم وضع الحنة الحمراء للعرائس فى أيديهم وأرجلهم حتى يعلم الجميع أنهم أصبحوا مرتبطين، والفتاة التى لم تضع تلك الحنة فتكون عزباء ومن الممكن أن يتقدم لها أى شخص للخطوبة والزواج، والحنة السوداء تأتى من الهند». وتضيف الرسم بالحنة نوعان الهندى والسوداني، وهناك فرق بينهما، فالهندى تكون الحنة الخاصة به ناعمة، وأما السودانى فيكون حجم الرسمة فى اليد كبير يختلف عن الأخرى، فالشعب المصرى يميل إلى الحنة الناعمة والخاصة للهنود. لم تكتف «ربيعة» برسم الأشكال التى تعلمتها بل إنها توجه الزبائن لاختيار الرسومات والحنة التى يرغبون فى وضعها على أجسامهم، سواء كانت على شكل طيور، ورود ونبض القلب، ولكنها تستطيع أن تفرق بين الرسومات سواء كانت هندية أو سودانية. عندما جاءت إلى مصر، اكتشفت أن أغلب المصريين يستخدمون الحنة الخاصة بالحجر الأسود المزودة بالأكسجين، فقد تؤثر على الجلد لأن الرسم بتطبع داخل الجلد لأن الحجر الأسود «وشم» فى الأساس به مادة حارة، وهذا يختلف عن الحنة «البايجول» التى تسخدمها «ربيعة السودانية»، وهى من المياه والتى لا تؤثر على الجلد. وتقول «هناك فرق بين الحنة الحجر الأسود بالأكسجين وبين الحنة «البايجول»، فالحنة بالأكسجين تستغرق فى العمل من ساعة إلى أكثر وتتسبب فى اتساخ الملابس، ولم تخرج منه بعد الغسيل، أما الحنة «البايجول»، فهى تنتهى العمل بها فى عشر دقائق فقط لأنها حنة من الماء تحتاج إلى المروحة لتنشف الرسمة. وعن أسعار الحنة تقول ربيعة «تختلف سعر الرسم بالحنة من واحدة إلى أخرى على حسب الشكل والحجم، حيث تبدأ من 10 جنيهات فيما فوق، إلا أن «ربيعة السودانية» تجهز العرائس من خلال الرسم على أجسادهن بالحنة بتكلفة 350 جنيهًا، نظرًا لزيادة سعر الحنة».