* حسن نافعة: نجاح مصر في الخروج بعملية الاستفتاء قضى على جماعات العنف * اللواء محمد رشاد: أنصار المحظورة سعوا لعرقلة الاستفتاء والشعب المصري تصدّى لهم * سمير غطاس: لم يمتلكوا القوة للوقوف أمام عناد شعب أراد الحياة والعدالة الاجتماعية * اللواء أبو ذكري: عملية الاستفتاء عرس ديمقراطي لم يتحقق منذ دستور 1923 في الوقت الذي يقترب فيه موعد انتهاء اليوم الثاني والأخير من عملية الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد، أكد خبراء العلوم السياسية والأمنية أن حالة الإقبال الشديد للشعب المصري على صناديق الاستفتاء مثّلت صدمة حقيقية لأنصار جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، مبينين أن خروج الدستور إلى النور سيمثل المسمار الأخير في نعش تلك الجماعة الإرهابية إلى الأبد. وأوضح خبراء العلوم السياسية أن مجرد نجاح مصر في الخروج بعملية الاستفتاء على الدستور قضى على جماعات العنف، خاصة وأن انصار الجماعة الإرهابية قد سعوا بشتى الطرق إلى عرقلة تلك العملية، مشيرين إلى أن الشعب المصري قد تصدّى لهم، وأثبت أنهم لم يمتلكوا القوة للوقوف أمام عناد شعب أراد الحياة والعدالة الاجتماعية، وهذا هو ما ساهم في خروج عملية الاستفتاء على الدستور الجديد كعرس ديمقراطي لم يتحقق منذ دستور 1923. في البداية أكد اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، على أن حادث انفجار العبوة الناسفة التي وقعت في محيط محكمة شمال الجيزة بإمبابة، قُبيل بدء عملية الاستفتاء لم يرهب الشعب المصري، مبينا أن جميع الأجهزة الأمنية ورجال الجيش وحتى رجال السياسة توقعوا تلك العمليات الإرهابية من جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة لعرقلة عملية الاستفتاء، خاصة وأن الدستور يُعدّ المسمار الأخير في نعش الجماعة، وبالتالي سعوا بشتى الطرق إلى خلق أزمات وزعزعة الاستقرار، ولكن كل هذا لن يرهب المصريين. وأوضح "رشاد" أن كل محاولات أنصار الجماعة الإرهابية باءت بالفشل، لأن الشعب المصري مُصرّ على النزول والإدلاء بصوته، وأن اختيارة التصويت ب "نعم" يعني استمرار ونجاح خارطة الطريق بصرف النظر عن وجودهم من عدمه، مضيفاً أنه لا بد أن نعتاد على تلك الأمور أثناء عملية الاستفتاء وبعدها، خصوصاً وأن الجيش والشرطة يبذلان قصارى جهديهما في تأمين كل اللجان، مطالبا الشعب المصري بالنزول للاستفتاء وعدم الالتفات إلى المؤامرات الإخوانية الفاشلة، التي تتصدّى لها كل مؤساسات الدولة بإحكام، موضحاً أنه نزل بنفسه وأدلى بصوته في الاستفتاء في ظل إقبال شعبي من الناخبين المصريين لم يتوقعه. على جانب آخر، أوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن نسبة مشاركة المصريين في الاستفتاء ستكون مهمة جداً لترتيب نتائج مع بعد الاستفتاء، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية تؤكد أن نسبة المشاركة ستتخطى ال 85 % من المسجلين على القوائم الانتخابية، وقال "نافعة" إن الحكومة والدولة نجحتا في محاربة جماعة الإخوان الإرهابية بوصولها إلى عملية الاستفتاء على الدستور، مضيفاً أنه يتوجب على الجماعة الآن أن تعيد مراجعة حساباتها السياسية التي تتبنّاها والتي أثبتت فشلها الذريع بالفعل، مشدِّدا - في الوقت نفسه - على أهمية محاربة كل من يهدّدون الدولة ويحملون السلاح ويمثلون خطراً على أمن المواطنين، سواء من جماعة الإخوان أو من أيّة جماعة أخرى. وفي السياق ذاته، حذر الدكتور سمير الغطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، جميع وسائل الإعلام من السقوط في فخ الترويج لمشروعات ومخططات جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، وكأنها قوة خارقة، مشيراً إلى أن ما تناوله بعض الإعلاميين في برامج "التوك شو" في الآونة الأخيرة عن مخططات إخوانية لعرقلة عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وتعكير صفو المجتمع، هي تهويلات لم ولن يحدث شيء منها. وأوضح غطاس أن كل ما قطعه أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة من تعهدات ووعود بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لإعادة المعزول محمد مرسي إلى كرسي الحكم من جديد، وعرقلة عملية الاستفتاء على مشروع الدستور، لم يتحقق منها شيء ولن يتحقق، لافتًا إلى أن مرسي في السجن وسيظل، ولن يعود، وعلى الإعلام عدم الترويج لإشاعات تلك الجماعة الإرهابية. وشدّد "غطاس" على أن جماعة الإخوان الإرهابية ليست لديها أدنى قوة كافية لإرهاب جموع المصريين، مشيرًا إلى أن الشعب المصري بطبيعته يقبل التحدي، والدستور هو أحد التحديات الأساسية، مؤكدا - في الوقت نفسه - أن "نعم" للدستور بمثابة تأكيد على أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكرياً كما ادّعى أنصار وحلفاء الجماعة الإرهابية، وأنها ستحارب الإرهاب وستجعل الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو المرشح المحتمل وصاحب الحظ الأوفر في انتخابات الرئاسة المقبلة. في حين أكد اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة تعيش الرمق الأخير من حياتها، وكل ما قامت به على مدار يومي الاستفتاء من أحداث شغب لتعكير الصفو العام وعرقلة الاستفتاء على الدستور لم يأت بثماره، مشيرا إلى أن إرادة الشعب المصري أحبطت كل المخططات الفاشلة للإخوان الإرهابيين، واصفًا إياهم ب "الإخوان الشياطين". وأوضح أبو ذكري أنها المرة الأولى التي تشهد مصر فيها تدفقًا على الاستفتاء بهذا الشكل غير المسبوق منذ أيام دستور 23، وأن هذا الدستور عرس سياسي حقيقي سيتناوله التاريخ المصري بفخر كبير، مضيفا أن نزول المصريين بتلك الكثافة تعبير حقيقي عن تأيدهم للجيش والشرطة، وقال "أبو ذكري" إن المؤشرات المبدئية تؤكد أن نسبة التصويت على الدستور الجديد ستتخطّى ال 95 % من إجمالي عدد الأصوات، إن لم تصل إلى 100 %، وأن هذه النسبة يمكن أن تجعل الدستور هو المسمار الأخير في نعش الإخوان، مشددا على أن الجيش المصري ولّاد ومليئ بالكوادر المشرّفة ومنهم وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، متمنيًا ترشحه للرئاسة باعتبارة رجل المرحلة المقبلة، وذلك لما له من خبرة عسكرية وأمنية تحتاجها مصر خلال الفترة المقبلة.