كشف اللواء باقي زكي يوسف صاحب الفكرة العبقرية لتدمير خط بارليف المنيع بحرب أكتوبر المجيدة، والذي وافته المنية أمس السبت، عن عمر يناهز ال 87 عامًا، فى حوار تاريخي ل "البوابة نيوز" نشر بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر عام 2014، تفاصيل عرض خطته على القادة لتدمير الخط. وأضاف: "فى أكتوبر 1969 كان اجتماعنا مع القادة ليعرض كل قائد فرقة خطته فى العبور بأقل خسائر وكان دورى فى العبور بصفتى قائد مركبات هو أن أنقل المركبات والمعدات بعد فتح الثغرات فى الساتر أى فى آخر المهام ولا تتعلق بعملية اختراقه وكنت جالسا أستمع إلى اقتراحات باقى زملائى إلى أن يحين دورى فى شرح مخططى". وتابع: "قام قائد فرقة العبور بشرح خطته وشرح الساتر الترابى وفوجئت بطبيعته الرملية البسيطة التى تتشابه مع السد العالى، والتجهيزات العسكرية والقتاليه التى وضعها اليهود فيه بما شكل حائطا من التحصينات يصعب اختراقه إلى أن هالنى حجم الخسائر التى سنخسرها والزمن الذى ستستغرقه المهمة، كل ذلك تجمع فى مخيلتى بالإضافة الى المكونات الأساسية للساتر البسيطة فرفعت يدى طالبا التحدث فرد على قائد الفرقة اللواء سعد زغلول عبدالكريم متعجبا "إيه يا باقى انت دورك فى الآخر لأن انت اللى هتشيل كل ده". وتابع : "الساتر ده أساسه كله رمال ومبنى عليه كل التجهيزات وربنا جعل المشكلة وجعل حلها تحتها، الحل فى طلمبات مياه ماصة كابسة تحملها الزوارق الخفيفة تمتص الماء من القنال وتكبسها وتضغطها بعزم كبير وتصوب على الساتر فى نقاط معينة تسمى عسكريا (بالسوادة) وميل الساتر سيسمح بانهمار الرمال فى قاع القنال ومع استمرار تدفق المياه ستفتح ثغرات فى الساتر بعمقه وبالعرض الذى نريده". وأكمل: "فى البداية ساد الصمت القاعة لدرجة أنى اعتقدت أن اقتراحى تافه، وأننى أخطأت بطلب الكلمة فقطعت الصمت قائلا: إننا فعلنا ذلك من قبل فى السد العالى حيث كان 50 مليون متر مكعب وازحنا ربعه بمعدل 10 ملايين متر مكعب بمضخات المياه تلك وأن هذه الفكرة تتفق مع كل نظريات الهندسة لأن هناك نظرية اسمها نظرية المقذوف وقانون نيوتن الثانى الذى يقول إن القوة = وزن المياه ×(سرعه المياه عند خروجها من المضخة _سرعة المياه عند الساتر الترابى ) وبإيجاد القوة سنوجد معامل الانهيار من معادلة معامل الانهيار = القوه ÷ المنطقة التى سترتطم بها المياه من الساتر. وواختتم: "بالتالى سينهار لا محالة وبثقل الرمال ستهبط إلى قاع القناة نفس الفكره التى كنا ننفذها فى السد العالى مع اختلافات بسيطة ، حينها بدأ الحضور يستوعبون الفكرة وسأل قائد الفرقة المتخصصين وفتح باب المناقشة حولها ولم تقابل بأى اعتراض مع وجود تخوف واحد من تربة الثغرة بعد الفتح وهل ستسمح بالعبور فرد قائد الفرقه اننا فى هذه المرحلة الأولى لسنا بحاجة إلا الى المجنزرات والدبابات لتلحق بالمشاة وأثناء عبور هذه المجنزرات التى لا تؤثر فيها التربة سيتم تمهيد الطريق إلى أن يحين دخول باقى المركبات".