جاء مؤتمر أدباء إقليم القناة وسيناء الثقافى ال21، والذى عقد بمحافظة الإسماعيلية، تحت عنوان «الثقافة وخصوصية المكان.. الهدف وطن»، ليطرح محورا مهما يغفل عنه الكثير، وهو الشعر النبطى والأدب السيناوي، الذى يعتبر سجلا لحياة المجتمع البدوي، ويعبر عن طابع البيئة هناك، كما أن الشعر النبطى ينبع من قيم أصيلة فى مجتمع يتمسك بالأخلاق الحميدة. واختلفت الروايات حول تسمية الشعر النبطى بهذا الاسم، فيرى البعض أنه نسبة إلى وادى «نبط» الذى سكنه العرب، وكانوا هم أول من قالوا هذا الشعر، وآخرون يرون أن أول من قال الشعر النبطى هو صاحب السيرة الهلالية، أبو زيد الهلالي. وتفتح «البوابة نيوز» هذا الملف للتعرف على الشعر النبطي، ومعرفة الفرق بينه وبين شعر الفصحى، ودور النقاد فى توصيله للجمهور، وما المشكلات التى تواجه من يكتبون الشعر النبطي؟ ويقول الشاعر السماح عبدالله، إن الشعر النبطى يظل بالنسبة لنا طوال الوقت غريبا عن مسامعنا، نظرا لما يتضمنه من ألفاظ غير مفهومة. وأضاف «عبدالله» أن هذا النوع من الشعر يحتاج بيئة، ربما نحن لا نعرف تفاصيلها جيدا، وموضحا أنه أقيمت أمسية لشعراء النبط فى بيت الشعر، وقرأ هؤلاء الشعراء أشعارهم على المنصة وفى الحقيقة، وكنا كما لو نستمع إلى شعر يحتاج إلى ترجمة، وهذا ما جعل هذا اللون من الشعر فى معزل عنا، حيث يدور فى حلقات مرتبطة بهذه البيئة ومرتبطة بالشعراء أنفسهم، لأننا لا نتواصل مع لهجتهم. وتابع «عبدالله»، نحن بحاجة بالفعل إلى أن نتعرف على أشكال هذا الشعر وأنواعه المختلفة ومضامينه المتباينة، وبالتالى على النقاد أن يقوموا بهذا الدور لكى يوصلوا لنا مثل هذا النوع من الشعر. وأوضح عبدالله: أن الشعر النبطى يتفق مع شعر الفصحى، ربما فى أوزانه وقوافيه، وربما فى أغراضه، لكن تظل مشكلة اللغة هى المشكلة الكبرى؛ لأن الشعر النبطى قائم على اللهجة البدوية، التى لا يعرفها غير البدويين أنفسهم، وبالتالى فهذه العلاقات التى تربط بينه وبين الشعر الفصحى علاقات شكلية، أما المضمون فهو فى حاجة لمعرفة أكثر، لأننا نجهل الكثير من اللهجة البدوية. وقال منصور القديري، نائب رئيس نادى الأدب بشمال سيناء بهيئة قصور الثقافة، إنه لا يوجد فرق بين الشعر النبطى أو البدوي، موضحا أن الشعر النبطى موروث لجميع أهل البادية العربية بالوطن العربى بجميع لهجاتها، فتجده بدول الخليج والشام وفلسطين، ويعد الشعر النبطى فرعا من فروع الشعر الفصحى؛ لأنه يشترك معه فى كثير من التفعيلات والأوزان، أما بالنسبه للعامية فهما يتفقان فى بعض الصفات، بحيث إنهما يمثلان الطبقة غير المثقفة والتلقائية، وذلك لأن الشعر العامى يقوله الفلاح وغيره من أهل الحضر، أما الشعر النبطى فيقوله راعى الأغنام والجمال وأيضا منه ما يكون فى المناسبات العامة والخاصة. وأضاف «القديري» أن الشعر النبطى ربما يصعب على أهل الحضر فهمه ووصوله إليهم قليلا، وذلك لتهميش هذا اللون من الشعر من الإعلام المرئى والصحف، إلا أننا نجد انفراجة هذه الأيام، وذلك بعد إنشاء نادى أدب يتناول الشعر النبطي، كما أن هناك مشاركات لا بأس بها فى المؤتمرات الأدبية لتسليط الضوء بعض الشىء على هذا اللون من المؤتمرات والمسابقات الثقافية. وأوضح «القديري» أنه يوجد شاعرات يتقن هذا اللون من الشعر من البادية، ولكن بحكم عادات أهل البادية، لا تكون لهن الشهرة مثل الرجال، فعلى سبيل المثال، حصلت شاعرة بدوية على مسابقة نظمت فى العريش عن الشعر النبطي. وقال «القديري» إن ما ينقص الشعر والشعراء السيناويين أيضا توثيق أشعارهم وتسويقها ثقافيا، وعلى وزارة الثقافة دعم أهل الشعر والوصول إلى الشعراء السيناويين، ووضع حوافز معنوية ومادية لتحفيز الناشئين من الشعراء. وأضاف: «أنا كنائب رئيس مجلس إدارة نادى الأدب، أعلم قدر المعاناة التى يعانيها القائمون على هذه الأندية، حيث إن أغلب المصاريف المادية على حسابهم الخاص، فكيف يقوم نادى بأنشطته السنوية بمبلغ 3000 جنيه، شاملة الانتقال والندوات والمسابقات والأمسيات؟». وتابع: بالنسبة لمؤتمر البادية الذى أقيم فى الفيوم منذ أيام قليلة، فقد شاركنا فى مهرجان مطروح السنة الماضية باسم نادى شعراء البادية لمركز بئر العبد بشمال سيناء، وهذه السنة كان توقيت مهرجان الفيوم فى نفس توقيت مؤتمر الإسماعيلية، ولا يحق لى الاشتراك فى مهرجان البادية الذى هو فى الفيوم سنتين متواليتين.