تجاهل الأئمة والدعاة والوزير نفسه تعليمات وزارة الأوقاف التي حددت موضوع امتناع المواطنين عن دفع فواتير الكهرباء خلال خطبة الجمعة اليوم، حيث خصص الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الجزء الأكبر من خطبته بالتشديد على ضرورة نشر ثقافة التصالح بالمجتمع والعفو عمن ظلم، مؤكدًا أن مَن يحب الرسول لا يمكن أن يؤذي أمّته في استقرارها، أو يعمل على تعطيل مصالحها، وإن فعل ذلك فإنه يؤذي الله ورسوله. وأضاف الوزير باكيًا: "الرسول كان يعفو عمّن ظلمه ويعطي مَن حرمه ويُحسن إلى من أساء إليه"، مشيرًا إلى أن الرسول تحمّل الأذى ممّن عاندوه ولم يدع عليهم في يوم من الأيام، حيث فتح مكة التي أذاه أهلها وقال لهم يوم الفتح: اذهبوا فأنتم الطلقاء، مؤكدًا أن محبة الرسول في طاعته، مشيرًا إلى أن الله أرسل الوحي إلى الرسول لمعرفة سبب بكائه، فأجاب بأنه متخوف على أمّته فوعده الله بالشفاعة لها ولسوف يعطيه ربه في أمته حتى يرضى. وختم الوزير خطبته بالتعرض سريعًا، إلى مسألة التبذير في استخدام الكهرباء وضرورة التزام المواطنين بسداد الفواتير. في حين سيطرت أحداث الاعتداء على الأموال العامة وممتلكات الدولة، على خطبة الشيخ عزت ياسين، إمام مسجد الخازندار بشبرا، حيث ندد الخطيب بقيام بعض الجماعات والأفراد بالاعتداء على المصالح الحكومية والمنشآت العامة، واستباحة أموالها والعمل على هدمها وتخريبها. وقال الخطيب، إن تلك المنشآت لا تمثل ملكية خاصة لأحد، وإنما هى ملك لجميع المصريين، ويجب الحفاظ عليها، مطالبًا بمواجهة هذه الأفعال بمنتهى الشدة والحسم، وأكد أن مَن يستحل أموال المسلمين فجزاؤه نار جهنم. جدير بالذكر، شهدت شوارع شبرا قيام عدد من الأهالى بتعليق اللافتات المؤيدة للدستور، والتى تحذر جماعة الإخوان "الإرهابية" من محاولة الاقتراب من شارع شبرا، أو الأحياء المجاورة له، وإن هذه الإحياء ممنوعة على جماعة الإخوان. وأشار عدد من الأهالى إلى أن عددًا من عناصر الإخوان قرروا تنظيم مسيرات فى الأيام السابقة، والانتشار فى المنطقة، وحث الأهالى على مقاطعة التصويت، وتصدى لهم الأهالى. فيما طالب أحد الخطباء ببورسعيد، جموع الشعب المصري إلى التحلي بالأخلاق الحميدة لبناء مجتمع راقٍ نخطو به جميعًا إلى مستقبل أفضل. وأكد الخطيب، أنه يجب أن يلتزم كل فرد بما يعنيه فقط ولا يتسرع في اتخاذ القرارات، فنحن نعلم أن الشعب المصري هو الأجرأ على الفتوى في كل الأمور الدينية والدنيوية والتي حذر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلًا: "أجرأكم على الفتوى أقربكم إلى النار". وأضاف أنه ينبغي أن نسعى جاهدين لدرأ المفاسد التي قد تنتج عن السلوكيات السيئة كالكذب والغيبة والنميمة؛ مشيرًا إلى أنه يجب علينا جميعًا معاملة جيراننا معاملة حسنة لنشر الحب والتآخي، وأنهى خطبته داعيًا لمصر والمصريين بالأمن والأمان. كما شدد خطباء الجمعة بالقليوبية، على حرمة الدماء بين المصريين، لأن الدم كله حرام، خاصة إن كان فى سبيل منصب زائف أو ربح زائل، داعين الله أن يوحد بين صفوف المصريين، وأن يوحد كلمتهم من أجل مصلحة الوطن، ونبذ العنف وإقصاء الخلافات السياسية، التى تعصف بالوطن. فيما دعا الشيخ علي عبد النعيم، خطيب وإمام مسجد ناصر بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، جموع المواطنين إلى التحلى بالأخلاق والقيم الحميدة، حتى يرتقى الوطن بالتسامح والكرم والقيم النبيلة. ودعا عبد النعيم، إلى التمسك بالقرآن الكريم، الذى يعد بمثابة دستور المسلمين الذى لابد أن يرجعوا إليه فى كل ما يدور فى حياتهم، وكذلك سنة رسوله الكريم، لوقف الفتن التى تعيشها البلاد، وللخروج من كل الأزمات التي تشهدها حاليًا، مرددًا قوله تعالى: { واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}. بينما قال الدكتور محمد ربيع خطيب مسجد العزيز بالله، إنه على كل مصرى أن يحاسب نفسه عما بدر منه مهما كان تافهًا، حتى يستطيع الإنسان تقويم نفسه ومعالجة صفاتها السلبية. وأشار د. ربيع، إلى أن من بعض الأمور التى يجب الأخذ بها عند تقويم النفس، هى مراقبة تطبيق كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله بالقول والفعل وليس بالقول فقط، واستنكر الإساءة لعلماء الإسلام مثلما يحدث الآن فى بعض الصحف والقنوات. فيما أشار الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بالدقهلية، إلى أن مشكلتنا الآن تتمثل في الصراع الدائم حول البديهيات، مؤكدًا أن العالم اليوم تجاوز المرحلة التي تمر بها مجتمعاتنا الإسلامية منذ قرون، فهم يبحثون عن طرق علاج الأمراض وكيفية تعمير الكواكب الأخرى. وتابع: نحن مازلنا نختلف حول تهنئة المسيحى هل هى حلال أم حرام؟، وفرضية اللحية من عدمها والديمقراطية كفر أم لا؟، معربًا عن أمنياته بأن يتم تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان والقضاء على العنف فى بلادنا ونتداول السلطة بشكل سلمى. وأوضح أن الإسلام علمنا التدين الصحيح والتعامل بالبر والقسط مع أى إنسان مخالف فى العقيدة طالما مسالم وهذا بنص القرآن (أن تبروهم وتقسطوا إليهم) وعلمنا الإسلام أن البشرية بأكملها هى أسرة واحدة وأن الاختلاف فى العقائد والمذاهب والأفكار إنما هى للتعايش والتكامل والتعارف وليس للعداء والكراهية والمعارك. وأضاف أن رسولنا الكريم قد نفذ هذه المبادئ الإنسانية فكان يستقبل نصارى نجارى ويفرش لهم عباءته ويقابلهم بالبشاشة ويحضر ولائمهم، والرسول حتى مع المشركين كان يقول لهم (وأنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين) فاحترام الآخر من ثوابت الإسلام والرسول. وفي خطبة الجمعة بالأزهر الشريف حذر الشيخ محمد عبد الظاهر، خطيب الأزهر، من قتل المسلمين الأبرياء من أجل الأحداث الدنيوية ضيقه الأفق، داعيًا للعودة إلى الله، من خلال اتباع القرآن الكريم وسنة النبى عليه أفضل الصلاة والسلام، مؤكدًا على أهمية التصدى للفتن التى حلت بمصر. وأضاف عبد الظاهر، فى خطبة اليوم الجمعة بجامع الأزهر، أن الإسلام دين السلام وأن حب الوطن من الإيمان، داعيًا إلى الحفاظ على مصر من كيد الكائدين، كما دعا خطيب الأزهر بالخير لمصر شعبًا وجيشًا. وناشد المصلين بالحفاظ على مؤسسات الدولة، ومن بينها الجامعات المصرية والمؤسسات الحكومية، لأنها ملك للشعب والمال العام، مستنكرًا أعمال العنف التى انتشرت خلال الفترة الأخيرة من أجل مصلحة فصيل سياسى معين. وقال مصدر أمني بمحافظة السويس، إنه تم إلغاء خطبة الدكتور ياسر برهامي بمسجد عباد الرحمن بمنطقة الصباح لدواعٍ أمنية، بعد دعوات التحريض التي قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية. وفي نفس السياق، أكد أحد قيادات الدعوة السلفية بالسويس، أن برهامي وصل إلى السويس لكن لم يتم إدراج أنه سيقوم بإلقاء خطبة الجمعة، وإنما سيقوم بإلقاء درس عقب صلاة المغرب بمسجد عباد الرحمن، وأن إلقاءه لخطبة اليوم كان مقترحًا من مجلس إدارة المسجد، لكن تم إلغاء الخطبة بناءً على طلب الأمن. قال الشيخ محمد عبد الناصر عبد الله، إمام المسجد الكبير بمركز ناصر ببني سويف، إن هناك من يخون الوطن ويسعى للحرق والتخريب، فإما أن يحكم ويتولى السلطة، وإما أن يحرق الأخضر واليابس. جاء ذلك في خطبة الجمعة اليوم، كما قال الشيخ، إن الإسلام يعلى من قيمة الأوطان، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بكى عندما أخرج من مكة لأنها وطنه، ومَن يحرق الوطن الآن من أجل بعض الدولارات والاتصالات الخارجية، هم خونة للوطن، ومخالفون للشرع، لأنهم يستعينون بالخارج على أبناء وطنهم، كما أنهم يرهبون المصريين ويحرقون مؤسسات الدولة تحت دعاوى فارغة بعودة الشرعية. في هذه الأثناء حرّض محمود حسين، الإمام المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، شباب الجماعة اليوم الجمعة على الاستمرار في العنف ضد الدولة، وتقديم مزيد من الدماء، والاستمرار فيما أسماه ب"الكفاح"، مشيرًا إلى أن هذا الدم سيشعل نار الثورة التي ستسقط النظام الحالي، لافتًا إلى أن الإخوان تنظيم قائم ولن يهتز. جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بمنطقة أبو هلال بالمنيا، والذي تستولي عليه جماعة الإخوان الإرهابية.