ثروت أباظة، كاتب وروائى مصرى كبير، يعد من أعلام محافظة الشرقية مركز الزقازيق قرية غزالة، وله إسهاماته العديدة فى الأدب، وهو من عائلة أباظة وهى من أعرق عائلات مصر وهى أسرة أدبية قدمت للأدب العربى عمالقة من الأدباء على رأسهم والده الأديب دسوقى أباظة، نشأ أباظة فى أسرة لمعت بها أسماء كثيرة فى ميادين الفن والأدب والسياسة والرياضة والصحافة، ومن هنا ومن خلال المجال العلمى والأدبى الذى كان يحيط بثروت أباظة تهيأت له فرصة كبيرة لاختيار مواهبه واختيار اتجاهه الفنى والأدبى، نشأ ثروت أديبًا رغم دراسته للقانون وممارسته للمحاماة، كتب القصة والرواية والمسرحية، وأصدر كتبًا تحوى كل تلك الألوان، ومن أشهر رواياته «هارب من الأيام» التى عرضت على شاشة التليفزيون بنفس الاسم. استهل ثروت أباظة حديثه خلال حوار نادر له فى برنامج «كاتب وقصة» ردًا على وصف النقاد لكتاباته واتجاهه الفنى أنها تجمع بين الواقعية والرومانتيكية، حيث قال: «يتوقف على معنى الرومانتيكية، فالرومانتيكية بمفهومها القديم الأكاديمى أنها ارتفاع بالواقع إلى مدارج سماوية يصعب وجودها فى الحياة ولا أعتقد أنها توجد فى عمل واقعى فما دام واقعيا بعدنا عن الرومانتيكية، إنما اعتقادى أن النقاد قالوا ذلك الكلام نتيجة لوضع أنا أعتقد أنه واجب الكاتب وهو إعلاء الواقع عن حقيقته فلا ينقل الكاتب الواقع نقلا فوتوغرافيا، حتى الرسام بريشته لا ينقل الواقع نقلا فوتوغرافيا فإذا نقل نقلا فوتوغرافيا لا يكون كاتبا والذى تألفه الحياة لا يستطيع أن يألفه الكاتب، الكاتب يحتاج إلى إقناع بينما الحياة لا تحتاج إلى ذلك. وردًا على رواية «هارب من الأيام» وشخصية كمال الطبال هل هى شخصية حقيقية أم شخصية خرافية؟ قال: فى الواقع أن الكاتب لا يقدر أن يأخذ من الحياة دون أن يأقلم الشخصية التى يستخدمها ويمزج الكاتب بين نفسه وبين شخصية الحياة، فأعتبر أن الكاتب عبارة عن مرآة من نوع خاص تعكس المجتمع فى نفسه وبعد ذلك يشعها إشعاع معين من داخل ذاته للقراء، فكمال الطبال تعبير عن أنماط عديدة جدًا داخل المجتمع الريفى، ليس طبعا بتلك الصورة الظاهرة فى الرواية لكننى أعمل على بعض الأنماط الفنية التى تخدمنى فى الكتابة. أرفض أن يبوح الكاتب عن القضية التى تشغل باله لكى يستنبطها القارئ من خلال كتاباته، فالقضية التى تشغلنى فى جميع كتاباتى الحرية النفسية والحرية الشخصية فى جميع كتاباتى، أما بالنسبة للقصة فى أى مجتمع دورها أن تعكس صورة المجتمع وما يأمل الكاتب أن يكون عليه هذا المجتمع بصرف النظر عن كان مجتمعا اشتراكيا أم غير اشتراكى فالواقع أن يبلور مجتمعه فى خلال أعماله.