أصبحت مشاهدة التلفاز من الأمور الشائعة بين الناس حول العالم، فقد أشارت الدراسات إلى أن 80% من البالغين يشاهدون التلفاز بمعدل 3.5 ساعات يوميا، وأثبتت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين مشاهدة التلفاز وتدني المستوى الصحي، وزيادة خطرِ الموت المبكر. تم نشر دراسة في المجلة الأمريكية للطب الوقائي تكشف وجود علاقة بين عدد ساعات مشاهدة التلفازِ يوميا وزيادةِ خطرِ الموت، وتم وصفه بأنه أحد أكثر الأسباب القاتلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد توصلت الإحصاءات إلى أن هناك أكثر من %92 من الأمريكيين يملكون تلفازا في منازلِهم، وتستهلك مشاهدته أكثر من نصف وقت فراغهم، مما يجعلهم يتخلون عن أي نشاط حركي أو إبداعي، وفي السابق قد أعلنت بعض الدراسات الأخرى عن رابطة محتملة بين مشاهدة التلفازِ وزيادة خطرِ الموت بالأمراض القلبية الوعائية والسرطان. جاءت الدراسة الأخيرة لتثبت العلاقة السابقة التي توصلت لها الدراسات، وذلك من خلال مراقبة أكثر من 221،000 شخصا بالغا لمدة 14 سنة تقريبا، وكان 57% من الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة ذكور، وقد تراوحت أعمار المشاركين بين 50 و71 عاما وكانوا جميعهم خاليين من الأمراض المزمنة عند البدء في الدراسة، وقد ربط الباحثون بين مشاهدة التلفاز والمسببات الرئيسية للموت في الولاياتالمتحدة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، ومرض السكري، والإنفلونزا، والتهاب الرئة، وباركنسون، وأمراض الكبد، والانتحار. نتائج الدراسة: توصلت الدراسة إلى أنه بالمقارنة مع الأشخاص الذين يشاهدون التلفاز أقل من ساعة يوميًا فإن الذين يشاهدون التلفاز من ثلاث إلى أربع ساعات يوميًا معرضون أكثر بحوالي 15% للموت، وعلى عكس ذلك الأشخاص الذين يشاهدونه 7 ساعات فخطر الموت عندهم أكبر بحوالي 47%، وطبقًا لما جاء في الدراسة فإن الخطر يزداد بدءا من 3-4 ساعات يوميا، وقد أشار الباحثون إلى وجود عدة عوامل أخرى تقوم بالتأثير على صحة الإنسان، مثل مدخول السعرات الحرارية يوميا، وتعاطي الكحول، والتدخين، والوضع الصحي، والتي تعتبر أحد أسباب الموت المبكر، لكن حتى بعد السيطرة على هذه العوامل بقيت العلاقة بين مشاهدة التلفاز والموت موجودة. ومن النتائج الحازمة التي أثبتتها الدراسة هي أن الآثار الضارة لمشاهدة التلفاز قد امتدت إلى الأفراد النشيطين وغير النشيطين على حد سواء، وذلك طبقًا لما صرحت به الباحثة سارة كيادل، حيث أشارت الباحثة إلى أن الرياضة لم تمح تماما الآثار السلبية للمشاهدة المستمرة لفترات طويلة أمام التلفاز، ولكنها بالتأكيد يجب أن تكون الخيار الأول والأساسي لاستبدال الجلوس أمام التلفاز في أوقات الفراغ، للحفاظ على الصحة وتجنب الإصابة بالأمراض.