أطلقت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، الحملة الإعلامية للتوعية بمشكلة القيادة تحت تأثير المخدرات للحافلات المدرسية والتي تستهدف بث الوعي لدى أولياء الأمور بضرورة الإبلاغ في الخط الساخن للصندوق (16023) حال شكهم في تعاطي سائق حافلة مدرسية للمخدرات وذلك كإحدى الأدوات الفاعلة في مواجهة هذه الظاهرة ومحاصرتها. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الصحفي الذي عقده الصندوق اليوم الاثنين، لإعلان نتائج حملات الكشف المبكر عن المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية خلال الفترة من نوفمبر 2014 حتى ديسمبر 2017، وإطلاق الحملة الإعلامية للتوعية بمشكلة القيادة تحت تأثير المخدرات، بحضور عمرو عثمان مساعد وزير التضامن ومدير الصندوق، واللواء ماجد بهي الدين مستشار الطب النفسي للقوات المسلحة، ورئيس الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء زكريا الغمري، ونائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية دكتورة جيهان عبدالرحمن، وعدد من قيادات وزارة الداخلية وأعضاء مجلس النواب. وناشدت الوزيرة الأسر بمعاونة الصندوق والاستجابة لحملات التوعية والإبلاغ عن أي متعاطي لعلاجه مجانا في سرية تام، مؤكدة أن مصر مستهدفة وجهات تحاول إدخال المخدرات على طول الحدود وتعلن القوات المسلحة ووزارة الداخلية مرارا جهودهما في التصدي لمحاولات إدخال المواد مخدرة للبلاد، مشيرة إلى أن تعاطي المخدرات لا يقل خطورة عن مواجهة الإرهاب. وقالت إن مشكلة التعاطي لا تؤثر على صاحبها فقط ولكنها تتجاوزه إلى التأثير على المجتمع فقد يرتكب المدمن الجرائم لتغطية تكلفة شراء المخدرات، مشيرة إلى أنه قد يتحول إلى السرقة وجرائم أخرى لتغطية تكلفة التعاطي. وأكدت الدكتورة غادة أن جهود مواجهة مشكلة تعاطي المخدرات على صعيد خفض الطلب لا تؤتي ثمارها على صعيد واحد دون بقية الأصعدة حيث تم اتخاذ إجراءات وقائية استهدفت رفع وعي مليوني شاب في 8000 مؤسسة تعليمية ورياضية خلال عام 2017، وكذلك إطلاق أول دبلوم مهني متخصص معني ببناء قدرات الكوادر العاملة في مجال خفض الطلب على المخدرات بالتعاون مع جامعة القاهرة. وأوضحت أنه تم توفير خدمات العلاج وإعادة التأهيل ل 104 آلاف مريض إدمان في 21 مركزا علاجيا شريكا مع الخط الساخن للصندوق (16023) في 12 محافظة بزيادة تصل إلى 20% بالمقارنة بعام 2016، وجاء الترامادول كأكثر مخدر انتشارا بين المدمنين بنسبة 30% رغم تراجع انتشاره عن العام الماضي بنسبة 8%، بينما يأتي الحشيش في المركز الثاني بنسبة 23% وهو ما يفند إدعاءات البعض أن الحشيش لا يسبب الإدمان، بينما وصلت نسبة انتشار الهيروين إلى 15% بين المرضى مع ظهور حالات للعلاج من إدمان مخدرات جديدة مثل الاستروكس بنسبة 4،3%، واشارت الوزيرة إلى أن الزيادة الملحوظة في أعداد المستفيدين بخدمات الخط الساخن لعلاج الإدمان خلال عام 2017 واكبها زيادة في عدد المراكز العلاجية الشريكة مع الخط الساخن بافتتاح فرعين جديدين لعلاج مرضى الإدمان بمستشفى العزازي بمحافظة الشرقية، ومستشفى شبرا قاص بالغربية، كما تم تطوير البنية التحتية لمستشفيات بنها والخانكة وشبين الكوم، بالإضافة إلى افتتاح قسم لعلاج الإناث من الإدمان بمستشفى المعادي العسكري، لاسيما وأن نسبة الإناث وصلت إلى 8% من إجمالي المستفيدين بخدمات الخط خلال عام 2017 مقارنة ب4% خلال عام 2016. ومن جانبه، أشاد اللواء ماجد بهي الدين بجهود وزارة التضامن في التوعية بخطورة المخدرات بالتعاون مع عدة وزارات، مؤكدا أن النتائج التي تم إعلانها اليوم بشأن انخفاض التعاطي بين سائقي حافلات المدارس أكبر دليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أهمية مشاركة جميع فئات المجتمع في هذه الجهود. وبدوره، أوضح اللواء زكريا الغمري أن مصر دولة مستهلكة للمخدرات وليست منتجة أو مصنعة، مؤكدا أهمية التعاون الدولي والإقليمي والمحلي في مواجهة محاولة إدخال المخدرات للبلاد خاصة أن القائمين على هذه التجارة لديهم إمكانيات هائلة من أسلحة وسيارات وإمكانيات. وأشاد الغمري بجهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، مؤكدا أنه كلما خفض الطلب على المخدرات كلما سهل جهود مواجهة المعروض منها، مضيفا أنه خلال عام 2017 تم ضبط حوالي 60 ألف قضية مخدرات.