عرض اليوم الأحد بمدينة رام الله فيلم "الإخوين لاما"، الذي يروي قصة الشقيقين إبراهيم وبدر لاما، اللذين ولدا بمدينة "بيت لحم" ثم هاجرا إلى شيلي، ومن ثم إلى مصر، وأنتجا أول فيلم سينمائي في تاريخ السينما العربية. أخرج الفيلم المخرج الفلسطيني رائد دزدار الذي سعى لتسليط الضوء على الأعلام الفنية الفلسطينية المنسية التي قدمت إسهامات متميزة في تاريخ الفن، ومن انتاج الهيئة العامة لإذاعة وتليفزيون فلسطين. وقال دزدار، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه أراد إلقاء الضوء على رواد فلسطينيين في مجال الفن في فترة ما قبل النكبة عام 1948، أثروا السينما العربية على مدار سنوات لكنهم أصبحوا طي النسيان. وأشار إلى أن الجانب المصري تعاون بشكل جيد لإخراج هذا الفيلم، موضحا أنه توجه إلى مكتبة الإسكندرية وتعاون المسئولون والمؤرخون هناك بشكل رائع. وأضاف دزدار أن معظم ضيوف الفيلم من مصر وأنهم أثروا الفيلم بشكل متميز، مشيرا إلى أنه أثبت أن فيلم "قبلة في الصحراء" الذي أنتجه الأخوان لاما كان أول فيلم روائي عربي وليس فيلم "ليلى" من إنتاج عزيزة أمير كما كان يعتقد من قبل لكنه يظل في النهاية فيلما مصريا صور هناك ومن إنتاج شركة مصرية. وقال ان الفيلم سيشارك في مهرجانات عربية وأنه يشارك ضمن مهرجان "مونديال الإذاعة والتليفزيون" الذي تنطلق فعالياته في مصر اليوم. وتم تصوير فيلم "الأخوين لاما" ما بين القاهرة والاسكندرية وفلسطين والأردن، وهو يوثق حياة الأخوين لاما ومسيرتهما في السينما العربية، منذ ولادتها ببيت لحم باسم "إبراهيم وبدر الأعمى" وهجرتهما إلى شيلي قبل أن يعودا إلى فلسطين مرة أخرى لتأسيس شركة للإنتاج السينمائي في عشرينيات القرن الماضي، غير أن الظروف السياسة آنذاك حالت دون تحقيق هذا الحلم، فقرر الشقيقان تغيير وجهتهما إلى مصر واستقرا في البداية بالقاهرة، وأسسا شركة "كوندور فيلم" التي أنتجت أول فيلم عربي صامت بعنوان "قبلة في الصحراء" عام 1927 قبل أشهر معدودة من إنتاج عزيزة أمير فيلم "ليلي" الذي يعتقد الكثيرون أنه الفيلم الروائي الصامت الأول في تاريخ السينما. انتقل الشقيقان، إلى القاهرة بعد ذلك وظلا يحققان نجاحا تلو الآخر في الانتاج السينمائي وكان بدر يمثل في الأفلام نظرا لتمتعه بالوسامة والموهبة، بينما يقوم إبراهيم بالإخراج، حتى وفاة بدر عام 1947 بذبحة صدرية فور انتهائه من تصوير فيلم "البدوية الحسناء" والبدء في تدهور الحالة المادية لشركة الإنتاج عاما تلو الآخر ثم انتهت المسيرة الفنية الحافلة بالكامل بصورة مأساوية بانتحار إبراهيم لاما عام 1954 بعد أن قتل زوجته بإطلاق الرصاص عليها لرفضها العودة اليه. ويلقي المخرج الضوء على أن الأخوين لاما، كانا مسيحيين من بيت لحم، وليس يهوديين كما أشاع بعض المؤرخين.