ليس بالسحر الأسود، لكن بالسحر الأحمر، مارس الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى، هوايته المفضلة، بصناعة الإنجازات على ملعب رادس التونسى، وذلك بعد أن تفوق على الترجى، بهدفين مقابل هدف، فى المباراة التى أقيمت مساء السبت الماضى، بإياب الدور ربع النهائى من بطولة دورى أبطال إفريقيا، وتأهل الأحمر إلى الدور نصف النهائى، وذلك بعد أن كانت حظوظ الفريق ضعيفة، عقب التعادل ذهابا على ملعب برج العرب بهدفين. توقع البعض أن خروج الأهلى لن يستغرق إلا 90 دقيقة، إلا إذا استخدم الأهلى السحر الأسود، لكن نادى القرن الإفريقى، لا يعترف بمعايير كرة القدم، أو القوانين المتعارف عليها فى كل البلدان، فدائما ما يظهر المارد إذا استفزه المنافسون، مهما كانت أسماء اللاعبين الموجودين، ومهما كانت الإمكانات أو فى أى حقبة حدثت الأزمات، هناك سحر من نوع خاص لا يوجد إلا داخل النادى الأهلى، هو السحر الأحمر «روح الفانلة الحمراء»، التى لا تُنتج إلا داخل النادى الأهلى. قبل المباراة بأيام قليلة، فى التدريب الختامى للفريق بالقاهرة قبل السفر إلى تونس، آلاف الجماهير زحفت إلى ملعب مختار التتش بالجزيرة، لدعم ومساندة اللاعبين، وكان لهذا مفعول السحر فى تحفيز اللاعبين وتجهيزهم نفسيا لهذه المرحلة الصعبة، وهناك فى رادس، كان المئات موجودين فى الملعب، وقدموا دخلة قوية، هزت مشاعر اللاعبين، حيث كانت عبارة عن شخص يرتدى القميص الأحمر، وتشريح جسمه يدل على تحد وإصرار كبيرين، وكانت معه رسالة هى: «شىء لا نفقده أبدا.. روح الفانلة الحمرا». هذا هو السحر الأحمر، روح الفانلة التى تنتقل بالتبعية إلى أى لاعب يرتدى قميص النادى الأهلى، وما حدث فى رادس 2017، كان شبيها تماما، بما حدث على الملعب نفسه 2006، خاصة الدخلة المستفزة لجمهور الترجى، التى فعلها منذ 11 عاما، جمهور الصفاقسى. جمهور الترجى نظم دخلة مستفزة قبل لقاء الترجى، وكانت عبارة عن محارب ترجاوى، اصطاد نسر الأهلى وقتله، وكانت فى خلفيته الأهرامات المصرية الثلاثة، وهذا ما تسبب فى استفزاز جمهور الأهلى، واللاعبين داخل الملعب، وبالرجوع بالذاكرة إلى الوراء 11 عاما فقط، كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة، يوم السبت الموافق 11 نوفمبر 2006، والأهلى على موعد مع مباراة الصفاقسى التونسى، وكانت أول مباراة يخوضها على ملعب رادس، وقد تعادل فى القاهرة، وعليه الفوز بتونس، من أجل التتويج بالبطولة، ورفعت الجماهير التونسية دخلة، عبارة عن تجسيد لمحمد أبو تريكة، راكعا يسلم كأس إفريقيا للصفاقسى، والاستفزازات تزيد الأهلى إصرارا، وفاز الأحمر بهدف تاريخى، عن طريق أبو تريكة نفسه. بات على الأندية العربية عدم استفزاز الأهلى، أو الأمان لأى نتيجة مع الأهلى فى الأدوار الإقصائية، فالسحر الأحمر يظهر ويأتى على الأخضر واليابس، ويحقق ما لا يقدر عليه إلا المارد الأحمر، يرتدى قميص النادى الأهلى.