1.87 مليار دولار حصيلة صادرات مصر من «التعهيد».. منطقة تكنولوجية في «أسيوط الجديدة» توفر فرص عمل للشباب تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في توفير فرص العمل ومحاربة البطالة، وهو ما يوضح أهميتها لمصر، في ضوء ارتفاع حصيلة صادرات خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنظام «التعهيد» أو «الكول سنتر» إلى 1.87 مليار دولار، الأمر يزداد أهمية، إذا علمنا أن مصر فازت بجائزة أفضل دولة على مستوى العالم في تقديم خدمات التعهيد لعام 2016، بعد اختيارها من قبل الجمعية العالمية لخدمات التعهيد «GSA» في المسابقة التي تعقدها سنويًا، كما أنه من المقرر أن تشهد الفترة المقبلة إنشاء مناطق تكنولوجية في بعض المحافظات في الوجهين البحري والقبلي، تتضمن خدمات متعددة منها «الكول سنتر، السوفت وير، استشارات فنية وقانونية» أهمها منطقة تكنولوجية جديدة في مدينة أسيوط الجديدة توفر برامج تدريبية وتكنولوجية متخصصة ترتبط باحتياجات سوق العمل المحلية والعالمية، وتوفر الآلاف من فرص العمل لشباب الصعيد، إلا أن اللهجة الصعيدية، ربما تمثل تحديا أمام أبناء محافظات الصعيد، حينما تقدم خدمات «الكول سنتر» للشركات الأجنبية. عن ذلك يقول وسام فؤاد مدير HR بشركة IMI: الشركة شاركت الشهر الماضي في ملتقى التوظيف الذي عقد بمقر المنطقة التكنولوجية بأسيوط الجديدة، لتخوفها من أن تقف «اللهجة الصعيدية» عائقا أمام الاستثمار فى قطاع التعهيد، حيث أجريت مقابلات مع 1600 شاب، كانت نسبة من ظهر لديهم «اللكنة» لا تتعدى 10٪، لافتة إلى أن الشركة تقدم برامج تدريبية وتأهيلية للشباب، ليتعلموا من خلالها القدرة على التحمل، والانتباه للتفاصيل، وإيجاد حلول مبتكرة، والكياسة، والصبر، واحتواء العميل وهو ما نطلق عليه «المهارات الأولية» ليتسنى لهم تقديم خدمات متميزة خاصة باللغة الإنجليزية، التي يعد عدم إجادتها عائقا حقيقيا أمام هؤلاء الشباب. من جانبها تؤكد ريم أسعد، نائب المدير التنفيذي في مجموعة «راية القابضة» على وجود عوامل في مصر جاذبة لهذه الصناعة، منها توافر أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل، فضلا عن تمتع الشباب بمهارات ومقومات تساعد على جذب صناعة التعهيد، يضاف إلى ذلك مقوم تقني مطلوب ومهم وهو اللغة، كما أن النسيج المصري يحتاج قدرا أقل من التدريب في مناحي المواصفات الشخصية للعاملين ب«الكول سنتر» أكثر من اقتصاديات أخرى، وبالرغم من أن إتقان اللغة ليس بالقدر الكافي، إلا أن الشركات العاملة في المجال تتدخل لرفع مستويات اللغة. وترى أسعد أن تقارب الفترات الزمنية بين مصر وأوروبا، يجعل هناك استفادة في نموذج يطلق عليه «اتبع الشمس» يمكن من خلاله للشركات، أن تغطى خدمة عملائها بأوروبا صباحا، وخدمة عملائها في أمريكا بعد الظهر، بالإضافة إلى الخدمات التي تقدم للمصريين. وبالرغم ذلك تبقى مصر طبقا لتقرير صدر مؤخرًا عن وزارة التجارة الأمريكية، بيئة جاذبة لمراكز وشركات «الكول سنتر» لما يتوافر بها من بنية تحتية قوية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي. وتوقع رامي كاطو المدير التنفيذي لشركة «كريم» أن يشهد مجال «الكول سنتر» انتشارا كبيرا بجميع المناطق التكنولوجية، بسبب كثافة الخريجين الذين يمكنهم العمل في هذا المجال، يليها خدمات السوفت وير والاستشارات الفنية ثم القانونية. ويتفق معه محمد أبوقريش، رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات، مؤكدًا أن «الكول سنتر» سوف يشهد انتشارا كبيرا بجميع المناطق التكنولوجية خاصة بمحافظة أسيوط.