كشف صبحي موسى الصحفي والروائي المصري عن مناطق عوار متعددة تشهدها قصور الثقافة المصرية؛ باعتباره مسئولا سابقًا عن النشر، وبمناسبة ما طُرح مؤخرًا بأروقة الثقافة عن احتمالية نقل "القصور" لوزارة التنمية المحلية بديلا عن وزارة الثقافة! وبأسف يؤكد الكاتب أن الدولة تفكر بتحويل قصور الثقافة لمخلفات حرب تبيعها للمحليات، بعد أن عرقلت أي محاولة لنجاحها، وللأسف يساعد في هذا المشروع متربحون من جميع الجهات. وهذه هي النهاية العظيمة لواحد من أهم أجهزة الثقافة وأعرقها في العالم. وقال موسى في تصريحات خاصة ل"البوابة" أنه تعرض لما يصفه ب"المنفى الاختياري" منذ تولي سيد خطاب رئاسة قصور الثقافة، متهما إياه ب"مطاردة المثقفين في الهيئة". وأكد أن قصور الثقافة تتعرض لضربات متوالية منذ خروج سعد عبد الرحمن من رئاستها؛ فقد توالى عليها العديد من الرؤساء، وبينهم غرباء كثيرون من خارج سياقها، لا يعرفون فلسفتها ولا أدواتها، بعضهم حاول أن يجتهد فأفسد أكثر من المفسدين دون وعي، وبعضهم لم يفكر إلا في تأمين مكافأته وحوافزه والتمتع بأطول فترة بقاء على الكرسي والنزول في الفنادق الفارهة على حساب الدولة. ويؤكد الروائي أن المشروعين الأبرز اللذين مازالا يعملان في الهيئة بدرجة ما هما المسرح والنشر، وبصفته مسئولا عن النشر قبل سنوات فقد بدا أنه ملف تجري تصفيته، مرة تحت مسمى أن الهيئة ليس من دورها النشر، رغم أنها هيئة التثقيف والتنوير وزيادة الوعي لدى الجماهير، والنشر أحد أدواتها، وهو ملف لم تنجح فيه هيئة الكتاب برأيه. ويعتبر الكاتب أن وقف الأنشطة التي تعمل ب"الدفع الذاتي" يعني أن الدولة تريد أن ترفع يدها عن دعم الخدمة الثقافية للمواطن العادي، وهو ما يضر بمصلحة الدولة نفسها ويفتح المجال لمجالات متطرفة أقل تكلفة وأكثر انتشارًا في العمل، هذه الثقافة أوصلت الإخوان وأنصارهم إلى الحكم، وهي مازالت متوافرة بكثرة في الشارع المصري، وهي ثقافة داعشية خاملة سوف تنشط حال تراخي يد الدولة وسحب دعمها للثقافة التنويرية في الشارع المصري. ويبدي الكاتب دهشة كبيرة من اقتراح بعض "المتزلفين" للسلطة بضم قصور الثقافة للمحليات، تحت زعم أن المحافظ سيحمل الموظفين على العمل بجدية، رغم ما نراه جميعا من تردٍ وتراخٍ وانتشار فساد بالمحليات، وإلا فمن أين جاءت العشوائيات والسرقات "النيرة" كبناء أحد المحافظين 2 مليون مطب خلال عام! يقول صبحي موسى بمرارة: من هو المحافظ الذي يتابع الثقافة ويقرأ الكتب ويحضر المسرحيات أو يزور حفلات الموسيقى، هذا نادرًا ما يحدث؛ ولهذا من غير المتوقع أن يفهم المحافظ إن كان قصر الثقافة وبيوت الثقافة تنتج فعلا ثقافية حقيقيا أم مجرد حضور وانصراف. ومن الذي يضع خطة الثقافة في مصر، أهي وزارة الثقافة أم المحافظين؟ وقد أدى ضعف وزراء الثقافة، وبخل الدولة في إنفاقها على الفعل الثقافي الحقيقي، لجعل قصور الثقافة خاوية على عروشها، ومجرد موظفين يراقبون موظفين آخرين، ولا توجد فكرة ولا حماس ولا رغبة حقيقية للعمل، فقط محض استحواذ من شلة في كل موقع على التورتة، واستبعاد تام لكل من يفكر في العمل أو الظهور.