عقدت شركة بيرث مارك للإنتاج السينمائى عرضا مخصصا للصحفيين والنقاد لفيلمها الأول «بشترى راجل» بحضور منتجة الفيلم دينا الغزالى حرب فى غياب تام لنجوم الفيلم وصناعه، وهو ما قصدته الشركة لإعادة تقليد عرض الفيلم الأول للصحفيين بعيدا عن صخب تواجد النجوم، وهو ما كان متبعًا منذ زمن طويل عند عرض الأفلام بغرض التسويق بشكل أكثر فاعلية وتأثير من وجهة نظر الشركة المنتجة. وبدأت فعاليات العرض الخاص بكلمة للمنتجة دينا حرب باستعراض مراحل الفيلم منذ مرحلة الكتابة على يد ورشة لكتابة السيناريو ثم البدء فى تصوير الفيلم، ثم قرار الشركة باتخاذ شكل جديد فى الدعاية عن طريق السوشيال ميديا وتحديدا «فيس بوك»، حيث تم تصوير فيديو لفتاة تدعى شريهان نور الدين، روجت فيه عن رغبتها فى الإنجاب واستقبال طلبات لمتبرعين بحيوانات منوية لإجراء عملية تلقيح صناعى دون اللجوء للزواج التقليدى، وبالفعل بدأ الفيديو فى الانتشار السريع على مواقع التواصل الاجتماعى، ثم ظهر فريق العمل من خلال برنامج «هنا العاصمة» مع الإعلامية لميس الحديدى لإعلان أن ذلك الفيديو لم يكن سوى وسيلة دعائية لفيلم جديد وهو «بشترى راجل». ونوهت دينا حرب خلال العرض الخاص بمصادر التمويل ومشاركة نيللى كريم ومخرج العمل محمد على بأجريهما مساهمة منهما، ليبدأ عرض الفيلم باستعراض حياة البطلة «شمس» نيللى كريم التى تعمل مديرة حسابات بإحدى الشركات، وتقرر اللجوء لفكرة الحمل بالتلقيح الصناعى بمقابل مادى كبير لمن يقع عليه الاختيار شريطة عدم ارتباطه بأى علاقة أخرى خلال فترة التجربة، وتأتى هذه الفكرة كنتيجة للإلحاح الدائم من والدتها «ليلى عز العرب» للزواج، حيث إنها قاربت سن الأربعين وفرصتها فى الإنجاب تتناقص، ولرفض البطلة فكرة الزواج التقليدى دون وجود مبرر درامى قوى. وبالفعل، تستقبل شمس طلبات من رجال مستعدين لخوض تلك التجربة للحصول على المقابل المادى، ولكن يقع الاختيار أخيرًا على بهجت «محمد ممدوح» الدكتور البيطرى صاحب المزرعة، الذى يربى بها العجول، ولكنه يمر بضائقة مادية تجعله يلجأ لتلك الحيلة، ويتزوجان بالفعل زواجًا صوريا لإرضاء أمها والشكل الاجتماعى دون وجود علاقة زوجية طبقا للاتفاق، وتمضى الأحداث حتى يجمعهما الحب. ويتحول الزواج من مجرد اتفاق مادى بحت، ووقتها فقط يحدث الحمل رغم فشل عملية التلقيح الصناعى لأكثر من مرة، إلى زواج حقيقى، وهى التيمة التى تكررت كثيرا فى عدد كبير من الأفلام الأمريكية والمصرية أيضا، ففكرة الزواج الصورى الذى يتحول إلى علاقة زوجية حقيقية ظهرت كثيرا فى أفلام مثل «ليلة الزفاف» لأحمد مظهر وسعاد حسنى، وكذلك فيلم «انت حبيبي» لشادية وفريد الأطرش، ومن إخراج يوسف شاهين، وصولا لفيلم «غش الزوجية» لرامز جلال وإيمى سمير غانم، فهى تيمة مكررة ظهرت بتنويعات مختلفة، ولكن تبقى فكرة الفيلم الأساسية هى المحور الجديد للفيلم، رغم «حرقها» من قبل الفيديو الدعائى على السوشيال ميديا، لأن جميع الأحداث المتعاقبة لفكرة إعلان فتاة للحمل بطريقة صناعية دون زواج يجعل جميع المشاهد المتتالية متوقعة لدى المتفرج، ما يجعل الملل يتسرب فى عدد من المشاهد، خاصة فى منتصف الفيلم بسبب اعتماد المخرج على الكادرات الضيقة والمشاهد الحوارية الطويلة، إضافة إلى المونتاج الذى ظهر كثيرا دون وجود مهمة إبداعية خاصة لها مفرداتها لضبط الإيقاع الخاص بالفيلم. ويعد الحس الفكاهى لبعض الشخصيات من أفضل العناصر بالفيلم، ويمثل نقلة نوعية فى أعمال الفنانة نيللى كريم، فتظهر جادة الشخصية فى النصف الأول، ولكن بعد وقوعها فى حب بهجت تتحول إلى آفاق أكثر رشاقة وسلاسة وخفة ظل، وكذلك أداء محمد ممدوح فى دور البطولة لأول مرة، ولكن يعيبه كثيرا سرعة الكلام دون أن يميز المتلقى ما يقول. ويحسب للفيلم أنه مغامرة إنتاجية لتقديم فيلم اجتماعى، بعيدا عن التيمات السائدة من أكشن وكوميديا، قد يفتح الباب لمثل تلك النوعية بعيدا عن المألوف، وهو ما ظهر واضحا فى أفلام منتصف العام بوجود فيلمين مثل «مولانا» و«القرد بيتكلم» تجعل من احتمالية فتح السوق السينمائية لأنواع مختلفة من السينما أمرا أكثر توقعًا.