شاركت رشا عزت، السيناريست الشابة فى كتابة عدد من الأفلام السينمائية، منها «بشترى راجل»، المزمع عرضه خلال أيام بدور العرض، وتقدمت للمشاركة فى ورشة تطوير السيناريو التابعة لشركة «بيرث مارك فيلمز». وبعد عمل متواصل على معالجتها التى تتناول شخصية «شحاتة هارون»، المناضل المصرى اليهودى، فوجئت «رشا» بتواصل مالكة الشركة السيدة دينا ابنة القيادى السياسى أسامة الغزالى، مع جهات إنتاج إسرائيلية لتمويل الفيلم، وهو ما رفضته.. تفاصيل الواقعة السابق ذكرها قالتها السيناريست الشابة خلال حوارها مع «البوابة».. وإلى نص الحوار كاملا. ■ كيف كانت بداية التعارف مع دينا الغزالى حرب؟ - تقدمت من خلال إعلان نشرته صفحة الشركة لاستقبال مشاريع كتاب جدد للأفلام، وبالفعل تم اختيار معالجتى لسيناريو فيلم «شحاتة هارون آخر الموهيكان» من وسط 120 متقدما أنا و7 آخرين للشروع فى كتابة السيناريو الخاص بمعالجتى المقدمة، وتمت كتابة عقد بيننا نص على التفرغ التام للكتابة بوجود شرط جزائى فى حال فسخ العقد من طرف الكاتب بالتنازل عن مساهماته أو أفكاره خلال فترة انضمامه للورشة تماما لحساب الشركة، وإذا تم فسخ العقد من طرف الشركة تلتزم الشركة بدفع قيمة 25 ألف جنيه عن كل شهر، وبالفعل وقعنا العقود وبدأنا فى العمل على المشروع. ■ متى بدأت الأزمة؟ - بعد انتهائنا من المشروع فوجئت برسائل من دينا الغزالى حرب تفيد بأنها تواصلت مع إحدى الجهات الأجنبية لتمويل الفيلم، وأنها اتفقت معهم على تعديلات ستجرى من خلالهم على السيناريو المكتوب، وطلبت منى إرسال الصيغة النهائية للسيناريو وكنت بالفعل على وشك الموافقة حتى جاءنى اتصال من إحدى الجهات الرسمية بالدولة صرحت لى بأن تلك الجهة الأجنبية هى شركة إنتاج إسرائيلية، وأن «دينا» على وشك إبرام تعاقد معهم بتاريخ 27 مايو. ■ ماذا عن رد فعلك؟ - بعد أن علمت بتفاصيل جعلتنى أشك وأصبح هناك شُبهة لشيء مُريب، لم أجد أمامى سوى أنى أوجه رسميا ل «دينا حرب» إخطارا رسميا على يد محضر مرفق معه إقرار أطالبها فيه برفضى بيعها أو إنتاجها أو تمويلها لفيلمى «شحاتة هارون» من أى جهة معادية لمصر، وأنها إن لم تقم بالتوقيع على الإقرار يعتبر العقد المبرم بيننا مفسوخا من تلقاء نفسه، وذلك لأن العقد لا يسمح لى بالانسحاب إلا إذا تركت شغلى ملكا منفردا لها وأنا «استحالة هسيب شغل وتعب سنتين ونص لوحدة معندهاش أى مبدأ». وقبل أن أقوم بهذه الخطوة تواصلت مع قائد الورشة السيناريست ضعيف الشخصية والمنبطح تماما وائل حمدى الذى فوجئت برد فعله حيث وجه لى تهديدا مباشرا قائلا لى: «فى حال إقدامك على هذه الخطوة مش هتشتغلى تانى فى السوق وهيتم تشويه سمعتك». ■ هل اتخذت أى إجراء قانوني؟ - على الفور سجلت المعالجة والسيناريو والحوار باسمى فى مكتب حقوق المؤلف، وفى اليوم التالى قدمت نسخة من السيناريو والحوار للرقابة على المصنفات الفنية لكى أضع كل شيء تحت عين الدولة والجهة المختصة، فقامت «دينا حرب» بالرد على إخطارى الرسمى بإخطار آخر موجه لى، يحمل العديد من جمل السب والقذف من كونى مريضة وقد انتابنى عارض مرضى مفاجئ، وتطالبنى فيه بتقديم شهادة قوة عقلية من مستشفى حكومى خلال أسبوع من تاريخه، وكثير من كلمات الإهانة، وذلك طبعا لأنى سجلت شغلى باسمى، لذلك رفعت دعوى سب وقذف ضدها، لكنها حصلت على براءة فى قضية السب والقذف، رغم توفر جنحة السب والقذف، لكن لا تعليق على أحكام القضاء. ■ لماذا لم تتوجهى أيضا لغرفة صناعة السينما؟ بالفعل كتبت شكوى مفصلة مرفقا معها ما يفيد موقفى وكل الإثباتات على أن هناك شيئا مريبا، وتقدمت بها ل 3 جهات «غرفة صناعة السينما - نقابة المهن السينمائية - الرقابة على المصنفات الفنية»، وذلك لأن العقد المبرم بينى وبين الشركة ينص على أنه فى حالة حدوث نزاع، فإن الجهة الأولى مختصة النزاع هى غرفة صناعة السينما ثم المحكمة الاقتصادية. وعلى هذا الأساس توجهت أولا لغرفة صناعة السينما، ثم إلى النقابة، ثم إلى الرقابة، وتفضل الجميع مشكورين بقبول الشكوى، ولنقابة المهن السينمائية كل الشكر على ما بذلته من جهود، فقد حددت النقابة جلسة استماع لى، وتوجهت للجنة بكل ما أحمل، وحين وجهت اللجنة استدعاء ل «دينا حرب» صاحبة الشركة رفضت التواجد، وقالت إننا لسنا نقابيين، ولذلك لا يحق للنقابة التحقيق فى الأمر، مع أن الشركة عضو فى غرفة صناعة السينما، ولذلك نص العقد على أن الغرفة الجهة الأولى مختصة النزاع. وحين قامت الغرفة بتوجيهى للنقابة توجهت على الفور وأبلغت النقابة منذ أول لقاء أننى غير نقابية ولكن معى تصريح بالفيلم فقط، فتفضلوا شاكرين بالتحقيق حتى أبلغهم محامى «دينا حرب» أن القضية أمام القضاء، فتوقفت اللجنة عن التحقيق فى الشكوى. ■ ولماذا قررت الحديث الآن تحديدا؟ - لأننا بعد أن توصلنا لاتفاق ودى يفيد بتقديم بيان اعتذار لى وكتابة تنازل رسمى من جهة شركة «دينا» عن استغلال السيناريو بأى صورة من الصور فوجئت برجوعها مرة أخرى عن الاتفاق وإصرارها على بيع السيناريو للشركة الإسرائيلية لذلك قررت فضح مخططها الدنيء للإعلام، ولأن فيلمى يستحق الدفاع عنه، فقد تحملت من المعاناة الكثير والكثير حتى يخرج للنور بشكل محترم دون تشويه لصورة بلدى.