قبل ست سنوات من الآن، فى يوم 11 فبراير 2016 فوض الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك نائبه اللواء الراحل عمر سليمان بتولى سلطات رئيس الجمهورية. وفى 11 فبراير 2011 أسدل اللواء الراحل عمر سليمان الستار على حكم مبارك، وألقى خطاب تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعد حكم دام 30 عامًا، وتكليف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد، وفى ذلك الوقت ضجت احتفالات المتظاهرين فى ميدان التحرير وخرج الملايين بمسيرات احتفالية فى مختلف أنحاء الجمهورية، وقد أتى هذا القرار بعد تظاهرات واحتجاجات دامت 17 يومًا، شهدتها مختلف المدن والمحافظات وخاصة القاهرة. وفى ذكرى التنحى التى تحل اليوم السبت 11 فبراير، رصدت "البوابة نيوز" كواليس عديدة من شد وجذب فى الساعات الأخيرة لحكم الرئيس السابق مبارك. مبارك تنحى خوفًا من قتل الإخوان لشباب الثورة بالميدان قرر مبارك بشخصه التنحى عن الحكم استجابة لمطالب الثوار، وأعلن ذلك اللواء الراحل عمر سليمان، وتم إقالة الحكومة وعزل مجلسى الشعب والشورى، وإذا نظرنا للأحداث فى هذا اليوم نرى أن الثورة كانت ستنتهى بخروج الشباب من ميدان التحرير، ولكن الإخوان وقتها لم يعجبهم هذا الخطاب وسيطروا على الميدان بالكامل، وجاء تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن الحكم لتفويت الفرصة على الإخوان وحقن دماء الشباب. سليمان أقنع مبارك بالتنحي تجنبًا للأزمات أقنع اللواء الراحل عمر سليمان الرئيس الأسبق مبارك بالتنحى عن رئاسة مصر، وذلك لتجنب المشاكل والأزمات التى سوف تواجهها، فعقب بداية الاحتجاجات وتجمهر المتظاهرين حول القصر الجمهورى كان لا بد من تهدئة الرأى العام وقتها فى محاولة لمجابهة الأمور المتطورة بمعدل سريع، توجه اللواء الراحل عمر سليمان إلى قيادة القوات المسلحة، بحضور الفريق سامى عنان والفريق شفيق، وكان الاتفاق على قرار مناسب، وهو لا بد من التنحى طبقًا لرغبة الجماهير، وأقنع الرئيس بالتنحى، ولكنه طالب الرئيس بتغيير صيغة الخطاب من التنحى إلى التخلى عن السلطة. أعطى والده رؤية واضحة للمشهد اتفق على تسلسل الأحداث مع رواية مدير مكتب عمر سليمان، واختلف فى تفاصيل دقيقة، حول طلب تغيير كلمة "التنحي" إلى "التخلّي". فتحدث عمر سليمان إلى الرئيس حتى يتم علمه حول الموقف، وتحدث الفريق شفيق أيضا فى التليفون مع مبارك، وأخبره أن الناس على أبواب الاتحادية، فرد الرئيس: "أنا موافق على التنحي، وها تنحى بس خلّوا الموضوع دا بالليل، أمّا تكتمل الأسرة عندي". وقد آثر الفريق فى شهادته ببعض التعليقات منها "من الواضح أن مبارك كانت لديه رؤية واضحة عما يحدث من ابنه علاء". وتمت كتابة الخطاب وتغيير الكلمة من التنحى إلى تخلّى عن السلطة، وأن تقلع الطيارة الهليكوبتر الأخيرة التى ستقله من مطار ألماظة، وأرسل المشير مع مندوب هذا الفيلم للتليفزيون ليكون مستعدا لإذاعته فى توقيته، وبمجرد إقلاع الطائرة اتصل بالتليفزيون المصرى لإذاعة بيان التنحي. ضغوط أمريكية وترتيبات مع الإخوان شهدت اللحظات الأخيرة لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك صراعا بين جبهتين، الجبهة الأولى كانت تؤيد خروج الرئيس فى إطار من الشرعية بنقل السلطة لنائب الرئيس، والجبهة الثانية تصمم على الإبقاء عليه، وحينها كان يوجد دور بارز لأمريكا فى إجبار مبارك على قرار التنحى بجانب وجود ترتيبات ومخططات جمعت بين جماعة الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية فى ذلك الوقت. وبعد اجتماع دام أكثر من ساعتين اقتنع مبارك وقتها واستعد لتسليم السلطة، قائلا: "خروجى من السلطة الآن هو أن حكم البلاد سيذهب إما للحاكم العسكرى أو للحاكم الدينى المتمثل فى الجماعات الإسلامية المتطرفة". تحولت صحف مبارك من مؤيد إلى معارض عبرت الصحف المصرية عن مدى السخط الشعبى من سياسات الرئيس الأسبق ليسجل هذا اليوم التاريخ بأحرف من نور. حيث أبرز عناوين الصحف التى صدرت فى يوم 12 فبراير 2011، الشعب أسقط النظام، ثورة الشباب أجبرت مبارك على الرحيل، المصريون يحتفلون حتى الصباح، ورحل مبارك، قواتنا المسلحة: أنا الشعب، وانتصرت ثورة 25 يناير، مبارك يتنحى والجيش يحكم، تنحى مبارك عهد جديد.