مصادر أمنية: التحريات تثبت تورط «داعش مصر» فى العملية.. وسيناريوهات الحادث تشير بأصابع الاتهام إلى «القاعدة» و«حسم» فى التاسعة إلا دقائق من مساء أمس الأول الإثنين، تقدمت سيارات دفع رباعى صوب كمين النقب الحدودى، لتفتح بعدها نيران رشاشاتها، ليسقط بعدها ثمانية من أفراد الكمين شهداء، ويصاب ثلاثة آخرون. الرواية السابقة هى الوحيدة المتوافرة لما حدث فى كمين «النقب الحدودى»، وهى الوحيدة المتوافرة حتى الآن، حيث أشارت إلى أن عدد السيارات المهاجمة للكمين بلغ ثلاثة حملوا 30 عنصرًا إرهابيًا، تقدموا إلى الكمين الذى يبعد 80 كيلومترا عن مدينة الخارجة، ليقتلوا أغلب عناصرهم ثم يعودوا فى طريق أسيوط مرددين بصوت عال «الله أكبر». الحادث الذى يكرر سيناريوهات «إرهاب الكمائن» على الرغم من مرور 48 ساعة عليه، إلا أن أيًا من التنظيمات الإرهابية لم تعلن مسئوليتها عنه حتى الآن، فيما تدور الشبهات حول تورط واحد من التنظيمات الإرهابية «داعش، القاعدة، حسم» فى تنفيذه. لماذا «داعش»؟ قالت مصادر موثوقة ل«البوابة»، إن المؤشرات الأولية للتحريات حول الحادث أثبتت تورط تنظيم الدولة «داعش» فى العملية الإرهابية، رغم انحسار عمليات التنظيم مؤخرًا بشكل ملحوظ، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مداخلته الهاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية، الأسبوع الماضى، الأمر الذى دفع التنظيم إلى البحث عن جبهة جديدة يتمكن فيها «داعش» من تهديد الدولة المصرية. وأضاف أن ذلك يأتى متسقًا مع قرب الكمين من الحدود «المصرية- الليبية» التى تشهد انتشارا لعناصر «داعش» على الجانب الغربى لها، خصوصا أن هناك معلومات عن انتشار عناصر التنظيم فى محافظات الصعيد، الأمر الذى يسهل على المنفذين العودة إلى أسيوط بعد تنفيذ عمليتهم، وهو ما أكده شهود العيان. الاحتمال الثانى مرتبط أيضًا ب«داعش»، وهو إمكانية أن يكون المنفذون تابعين لكيان يتبنى أفكار «داعش» ويقيمون فى الصعيد، ويدعم هذا الاحتمال ما كتبه شخص يدعى أبوسفيان المصرى، محسوب على تنظيم «ولاية سيناء»، فى تدوينة له عبر موقع «تويتر»، إبريل 2014، أعلن فيها عن تدشين «فرع جديد للتنظيم فى محافظات الصعيد». وجاءت القراءات وقتها محذرة من كون الصعيد بيئة ملائمة مثالية وحاضنة، مرجحين تمركزهم فى محافظتى أسيوط والفيوم معقلى الجماعة الإسلامية فى التسعينات. عنصر آخر يدعم احتمالية تورط «داعش» فى العملية هو حجم السلاح المستخدم وطريقة تنفيذها، إذ تقترب بدرجة عالية من العمليات التى كان ينفذها التنظيم ضد كمائن الجيش فى سيناء، حيث سيارات الدفع الرباعى وعبارات التكبير التى يرددها المنفذون عقب كل حادث والاعتماد على المناطق الصحراوية الخالية من المبانى. على ذكر المناطق الصحراوية فتعتبر المنطقة التى نُفذت فيها العملية مناسبة جدًا لاستهداف أى كمين، نظرًا لاتساعها وسهولة الاستهداف فيها، وهو ما يفسر صعوبة التصدى لتنظيم «داعش» فى سيناء، إذ كان التنظيم يستغل هذه المساحات فى الاختباء والتخفى. فى هذا الشأن، كشفت تقارير أمنية استبقت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بحسب وكالة «رويترز»، عن وجود ثلاثة معسكرات تدريبية ل«داعش» على الحدود المصرية الليبية، وهو ما استدعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، المرشح الرئاسى آنذاك، إلى مطالبة القبائل المصرية على الحدود الليبية بمعاونة القوات المسلحة فى ضبطها للحدود. وتابع التقرير المنشور فى 2013 أن المنشقين عن تنظيم القاعدة فى ليبيا يهدفون للاستيلاء على المناطق الحدودية بين مصر وليبيا، بحيث يتسنى لهم تكوين كيان متطرف شبيه بالكيان الذى أقامه «داعش» فى العراق. لماذا «القاعدة»؟ تنظيم «القاعدة» الإرهابى هو الآخر لا يمكن إبعاده عن المشهد على الرغم من حالة الضعف الذى يعانيها منذ سنوات، فالتنظيم الجهادى «الأم» يسعى وفقًا لتقارير تحليلية، لاستعادة «مجده» لشغل فراغ سيخلفه «داعش» فى ظل انهيار نفوذه. وفى هذا الشأن تسعى «القاعدة» لتنشيط أطرافها لإثبات وجودها، ولفت نظر المتطرفين فى المنطقة إليها، ما يرجح سيناريو لجوء التنظيم للعمليات الإرهابية لإغراء الفارين من «داعش» للانضمام إليه. يدعم تورط «القاعدة» هذا الوجود الذى يتمتع به التنظيم فى إفريقيا وليبيا على وجه التحديد، ما يعنى أن أولى النقاط التى سيفكر فى استهدافها إذا ما فكر فى الخروج من ليبيا هى مصر ودول المغرب العربى. لماذا «حسم»؟ السيناريو الثالث يشير إلى تورط حركة «حسم» الإرهابية، التى أعلنت مسئوليتها من قبل عن تنفيذ عمليات اغتيالات وتفجير كمين، ورغم أنه الأضعف إذا ما قورنت إمكانات الحركة ب«داعش» و«القاعدة»، إلا أنها بثت أول إصدار مصور لها منذ عدة أيام يحمل عنوان «قاتلوهم»، الذى توعدت فيه الحركة بمزيد من العمليات، حيث اختتمت الفيديو برسالة مكتوبة: «ولتعلم أيها القاتل أن دماء نحن أولياؤها لن تبقى مهدرة، وأن كل دم نصيبه منكم لا يفى بقطرة واحدة من دماء شهدائنا، وإنما نعد لك عدّا، ولنأتيك من حيث لا تدرى برجال يعشقون الموت كما تعشق أنت الحياة». تضمن الفيديو طريقة تنفيذ عدة عمليات إرهابية ضد شخصيات عامة وسياسية، ورجال القضاء والشرطة، وكان على رأس العلميات «تفجير كمين الهرم، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد، واغتيال رئيس مباحث طامية بالفيوم، وتمت جميع العمليات بنهج واحد يعتمد على زرع عبوات ناسفة، أو وضع سيارات مفخخة فى خط سير الفرد المراد استهدافه». وقد تمكنت «سواعد مصر» المعروفة ب«حسم»، من تفجير كمين الهرم فى ديسمبر الماضى، باستخدام عبوة ناسفة، مما أدى إلى استشهاد 6 من رجال الشرطة، وأعلنت مسئوليتها عن الحادث فى وقت لاحق، أما استهداف كمين النقب أمس الأول، فقد تم باستخدام أسلحة رشاشة وثقيلة محمولة على 3 عربات دفع رباعى، تحمل مجموعة من الملثمين الذين نزلوا من السيارات لإبعاد الأهالى عن الكمين، لإطلاق النار على رجال الشرطة وسيارة الإسعاف مرددين «الله أكبر».