روى ضياء الدين حسن القاضي، المؤرخ البورسعيدي، اليوم السبت، موقف وطني لأحد كهنة كنيسة الكاتدرال بمحافظة بورسعيد، أثناء العدوان الثلاثي على مصر. وقال "القاضي"، في كلمته بالكنيسة الإنجيلية، ضمن وفد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية والسياسية، الذي يترأسه المحافظ اللواء عادل الغضبان، لتقديم التهنئة للأخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد: إن ضباط جيش الاحتلال البريطاني طالبوا كاهن كنيسة الكاتدرال بشارع 23 يوليو بالسماح لهم بالصعود إلى برج الكنيسة لوضع قناصين بأعلى لاقتناص رجال المقاومة الشعبية. وأضاف:"رفض كاهن الكنيسة بشدة السماح لهم بدخولها وفشلت كافة محاولاتهم وإغراءاتهم لإقناعه بذلك، وعندما اشتد الضرب والحصار على رجال المقاومة الشعبية بمحيط الكنيسة، أسرع كاهن الكنيسة بفتح بابها قائلًا للفدائيين:(أدخلوا يا أولاد سريعًا) ليدخلوا ويحتموا بأسوار الكنيسة ويفشل العدو في اللحاق بهم". وتابع: "ذهب ضباط جيش الاحتلال إلي الكاهن وسألوه لماذا لم يسمح لهم بالدخول بالرغم أنهم من نفس ديانته، بينما سمح للمقاومة الشعبية بالدخول والاحتماء بأسوار الكنيسة دون معرفة دياناتهم، فرد عليه الكاهن قائلًا: (أنتم دول عدوان، ورصاصكم لا يفرق بين المسلمين والمسيحيين، وفي مصر كلنا شعب واحد مهما اختلفت الديانات)". وأكد ضياء القاضي أن موقف الكاهن خير دليل علي وحدة هذا الشعب طوال تاريخه، وأن العدوان علي مر العصور فشل في زعزعة وحدة نسيج الوطن.