تحظى تداعيات طرد السفير التركي، حسين عوني بوصطالي، من القاهرة وسحب السفير المصري، عبد الرحمن صلاح، من أنقرة، بمتابعة متواصلة من جانب الصحف ووكالات الأنباء الإسبانية. جريدة "البايس"، إحدى أكبر الصحف الإسبانية نشرت خبرا على صفحتها الإلكترونية بعنوان "مصر تطرد السفير التركي بسبب التدخل في الشئون الداخلية"، وفي تفاصيل الخبر أن العلاقات بين مصر وتركيا اتسمت بالتوتر منذ "إسقاط" الرئيس الإخواني محمد مرسي، الذي كان حليفا وثيقا للحكومة التركية ذات التوجه الإسلامي أيضا. واللافت للنظر أن جريدة "البايس" التي تتابع الشأن المصري لم تستخدم تعبير "الانقلاب العسكري"، الذي كان شائعا في وسائل الإعلام الغربية حتى وقت قريب، وهو الموقف يعتبر داعما بشكل أو آخر للإخوان والعنف اليومي الذي يثيرونه في الشارع المصري. أبرزت "البايس" البيان الرسمي الصادر من وزارة الخارجية المصرية، والذي جاء فيه أن الحكومة التركية اتخذت موقفا معاديا لمصالح الشعب المصري، وقامت برعاية اجتماعات تهدف لزعزعة الاستقرار في البلاد. وعلقت الجريدة على الموقف التركي من مصر، حيث أكدت على وجود علاقة عضوية بين تنظيم الإخوان في مصر وبين حزب العدالة والتنمية التركي، كما ذكرت أن انتقادات "أوردغان" للحكومة المصرية لم تتوقف منذ عزل محمد مرسي، وهو ما دفع الحكومة المصرية لتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى المحلق التجاري. وأشارت "البايس" إلى التدهور المتوقع في العلاقات التجارية بين مصر وتركيا، حيث ستخسر تركيا سوقا مهمة على مستوى المنتجات والسياحة. ونشرت جريدة "لا أنفورماثيون" أخبارا متتالية حول طرد السفير التركي من مصر وقرار مصر بحسب سفيرها من أنقرة، وأبرزت تصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، الذي أعلن عن أن السفير التركي في القاهرة شخص غير مرغوب فيه، وعن تخفيض مستوى التمثيل التجاري. وذكرت الجريدة أن هذه ليست المرة الأولى التي تسحب فيها مصر سفيرها من أنقرة، حيث تم استدعاؤه في 15 من أغسطس الماضي بعد الانتقادات التركية لفض اعتصام رابعة العدوية، كما واصلت الجريدة اهتمامها بردود الفعل في تركيا، حيث ذكرت أن الحكومة التركية ستقوم بالرد على طرد سفيرها، كما وعدت باتخاذ إجراءات عقابية دبلوماسية ضد القاهرة. ونشرت تصريح المتحدث باسم الخارجية التركية الذي ذكر أن حكومته تقوم بدراسة الرد المناسب، ومن المحتمل طرد السفير المصري، وتأتي تصريحات المتحدث التركي بعد قرار مصر بسحب سفيرها من أنقرة وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية EFE تصريحات الرئيس التركي، عبد الله غول، الذي قال إنه يتمنى أن يكون قرار مصر بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي مؤقتا.