نشبت مؤخرًا أزمة بين نقابة أطباء مصر ونقابة الصيادلة بسبب مبادرة الأخيرة لتخفيف العبء عن كاهل المرضى المصريين بعد رفع أسعار الأدوية، التي تطالب الأطباء بكتابة الاسم العملي في "روشتات المرضي"، وليس الاسم التجاري حتى يفاضل المريض ما بين الأدوية من خلال الأسعار المناسبة له، التي تحتوي على نفس المادة الفعالة، وهو ما اعترضت علية نقابة الأطباء متهمة "الصيادلة" بسعيهم لصرف العلاج الأغلى للمريض. وقالت الدكتور منى مينا، وكيل نقابة الأطباء: إن المبادرة التي أطلقتها نقابة الصيادلة، مؤخرًا، حول كتابة الأطباء الاسم العلمي للدواء للمرضى، وليست الاسم التجاري، ليست هي الحل للتخفيف على كاهل المواطن المصري. وأضافت "مينا"، في تصريحاتٍ لها، اليوم الأحد، أن أزمة الدولار، وما يترتب عليها من نقص شديد في العديد من الأدوية الأساسية، والارتفاع المتوقع لسعر الدواء، يحتاج للتكاتف بين الأطباء والصيادلة، في موضوعات تختلف تمامًا عن موضوع الاسم العلمي للدواء. وأوضحت أنه يجب وضع قوائم بالأدوية المثيلة، وعمل دعاية للأنواع المنتجة محليًا، والأرخص منها، وإعلان هذه القوائم، حتى يعرف المواطن البسيط الدواء الأرخص، ليطلبه من الصيدليات. وأشارت إلى أن الاسم العلمي للدواء ضروري في الهيئات العامة التي تقدم الخدمة الطبية "التأمين الصحي، والمستشفيات العامة"، حيث تنظم هذه الهيئات، مناقصات بالاسم العلمي، لتصل إلى أرخص منتج ذي جودة لنفس المادة الفعالة. وتابعت منى مينا: "بالنسبة للمريض الذي يلجأ للصيدلية بنفسه، فالأغلب أن الصيدلية إذا تركت لتختار أن تبيع له دواء ثمنه 10 جنيهات أو مثيل آخر له ثمنه 100 جنيه، ستختار البديل الأغلى لأن للصيدلية نسبة 20% ربحا على كل دواء تبيعه، خاصة أنها منشأة تجارية تدفع ضرائب وكهرباء وأجور العاملين بها، ومن الطبيعي أن تلجأ لما يعظم ربحها". وأشارت إلى أن أغلب الأطباء يلجأون للدواء الفعال الأرخص، خاصة أن جزءا أساسيا من سمعة الطبيب، أنه يعالج المريض بدواء رخيص. وأكد الدكتور أحمد أبودومة، عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن "الدكتورة منى مينا وكيل نقابة الأطباء تصر دائمًا على طرح قضايا تبث روح الإثارة والخلاف بين عناصر المنظومة الطبية، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول الهدف من ذلك فى وقت تتكاتف فيه مصر كلها لخدمة المريض". وأضاف عضو مجلس نقابة الصيادلة، ردًا على تصريحات وكيل نقابة الأطباء ضد مبادرة الصيادلة الخاصة بكتابة الأدوية في الروشتات بالاسم العلمي وليس التجاري، "ما جاء اليوم فى أحد منشورات "منى مينا" الذى هاجمت فيه توجه نقابة الصيادلة نحو إقرار الاسم العلمى لكتابة التذكرة الطبية كأحد الحلول الناجزة والسريعة لأزمة نقص الأدوية وهو الرأى الذى يتبناه أى خبير منصف وتتبناه الدول المتقدمة طبيا، إنما هو حلقة جديدة فى هذا المسلسل، وأنها كعادتها نسيت الدور الخدمى والمهنى الذى تقوم به الصيدلية والصيادلة حاصرة كل هذا الدور فى اعتبارها منشأة تجارية لا هدف لها إلا الربح دون النظر لمصلحة المريض". وأضاف: "كان أحرى بالطبيبة وهى تتحدث عن المريض المصرى أن تفكر فى حلول لارتفاع تكلفة الكشف فى العيادات الخاصة وبيع الأدوية بالمخالفة للقانون داخل العيادات، لكن يبدو أن الدكتورة منى تقف حدود نظرتها الحانية عند الصيادلة فقط متناسية الدعاية الطبية والإغراءات العالية من شركات الدواء التى تستهلك على الأقل 40٪ من سعر الدواء المقدم للمريض المصرى". كانت الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة أطباء مصر، أكدت أن مبادرة نقابة الصيادلة الخاصة بكتابة الأطباء الاسم العلمي للدواء للمرضى ليست الحل، وأن الصيادلة يسعون لبيع الدواء الأغلى للمريض لزيادة نسب الربح.