سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تداعيات زلزال بيان "النور".. طوارئ داخل الحزب بعد تأييده للفصائل المسلحة.. الدعوة السلفية تطالب بالاعتذار لسوء الفهم.. والشباب يهددون "برهامي" و"مخيون" حال تراجعهما
أثار تصويت مصر خلال الجلسة التي عقدت بمجلس الأمن الدولي بنيويورك، مطلع الأسبوع الحالي، لصالح مشروعي قرار بمجلس الأمن حول التهدئة في سوريا وخاصة في مدينة حلب، غضبا شديدا داخل حزب النور السلفي، وذلك بعدما تعارض موقف مصر مع الفصائل المعارضة السورية، مما دفع الحزب إلى إصدار بيان كانت صيغته شديدة اللهجة ضد الشارع المصري بإعلان انضمامها إلى صفوف الفصائل المسلحة، والذي كان فيما سبق يتبرأون منهم، وبهذا بشكل رسمي الوجه المتطرف للحزب من خلال تأييد الجماعات التي تقتل وتذبح. ولعل هذا البيان سيكون بمثابة القشة التي تقسم ظهر البعير، والذي على إثره طالب عدد من الشباب قيادات الحزب بعدم التراجع عن الموقف والتمسك بكل كلمة جاءت في البيان، ومواصلة الهجوم على الرئيس السوري بشار الأسد، والوقوف بجانب الفصائل السورية المسلحة، وصفه أنه موقف مشرف، ويجب عدم التراجع فيه مرة أخرى، مهددة الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب، وياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، ونادر بكار نائب رئيس الحزب، بعدم التراجع مرة أخرى في موقفهم، بحسب مصادر خاصة داخل الحزب –رفضت ذكر اسمها-. وفي سياق مختلف أضافت المصادر، ل"البوابة نيوز"، أن قيادات الدعوة السلفية أرسلت خطاب للحزب الأربعاء الماضي، للدكتور يونس مخيون، لمراجعة البيان وإصدار آخر يركز على التأسف لما صدر في البيان السابق، موضحة أن حالة الطواري ارتفعت لذروتها خلال الأيام الماضية بعد تمسك كل طرف بوجهة نظره. وأوضحت المصادر، أن الأزمة لن تمر مرور الكرام على الحزب، وذلك خوفًا من تشرد عدد من الشباب مرة أخرى من تحت مظلة الحزب، ليصبح خاويا على عروشه فقط، لافتة إلى أن برهامي سيعقد اجتماعا اليوم الجمعة، مع عدد من الشباب الحزب والدعوة السلفية كمحاولة لإقناعهم في العدول عن هذا البيان. وأشارت المصادر، إلى أن الحزب شكل لجنة إعلامية كاملة بينهم بسام الزرقا وعبدالمنعم الشحات وياسر برهامي ويونس مخيون ونادر بكار، لمراجعة البيانات التي سيصدرها الحزب في الأيام القادمة لعدم الوقوع في نفس الخطأ. وفي محاولة لوقف الأزمة الداخلية للحزب، خرج الدكتور أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية بحزب النور، قائلًا: إن البيان الصادر عن الحزب بشأن اجتماع مجلس الأمن الأخير حول الأزمة السورية، هو موجه إلى مجلس الأمن وليس إلى دولة بعينها. وأضاف "خير الله"، في مدخلة تليفزيونية، إن "الحزب لم يتحدث عن أمريكا لأن التصويت في مجلس الأمن كان بين دولتي روسيا وفرنسا، والنور وجه كلمته لهما، مشيرًا إلى أن "أي تدخل أجنبي سيتحول إلى عدوان، والشعب السوري هو من سيدفع الثمن آخر المطاف". وأكد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، أن "البيان صدر في تسع نقاط، أهمها وقف فوري وكامل للقتال وحظر الطيران خصوصا في المناطق التي تعاني من القصف المستمر والحصار وبالأخص حلب". وتابع: "إن الواقع على الأرض في سوريا يظهر وجود ما يعرف لدى الجميع بما يسمى ب"الجيش الحر" و"المقاومة"، والأخيرة هي التي يراها الناس معتدلة، مؤكدًا أن حزب النور يرى تلك المقاومة السورية معتدلة ويجب دعمها بالأسلحة التي تمكنها من مواجهة الاعتداءات الجوية لمواجهة العدوان الروسي الإيراني". وأوضح "خيرالله" أن ما يحدث مع الحزب بشأن بيانه هو "تصفية حسابات" من بعض الإعلاميين، مشيرًا إلى أن "الأمر وصل إلى وصف الحزب بالخائنين، والممولين من الخارج"، متسائلًا كيف تحول الأمر إلى أن النور يدعم الإرهاب؟". وأشار إلى أن "الحزب أصدر هذا البيان نتيجة للتصويت في مجلس الأمن، فنحن نقول وجهة نظرنا في الأزمة الحالية، ونعرف أن الآراء كلها ليست لها علاقة بفرض الإرادة على أرض الواقع من خلال السياسية أو القوة، فالحزب يقول رأيه وهو معروف لدى الجميع".