تحيي منظمة الصحة العالمية، غدا الخميس، اليوم العالمي للبصر 2016 تحت شعار " معًا أقوي"، حيث يركز هذا الشعار الذي تم اعتماده من الوكالة الدولية لمكافحة العمى IAPB ليحمل معنى التأكيد على أهمية العمل المشترك وتكاتف جميع القائمين بتقديم الرعاية الصحية للعيون مع المستفيدين منها مما يخلق مناخًا يعزز النجاح لصحة وسلامة عيون أبناء الوطن والمقيمين فيه. وتشير الاحصائيات إلى أن ما يقرب من 285 مليون شخص في العالم يعيشون مع انخفاض الرؤية والعمى، ومن بين هؤلاء 39 مليون شخص مصابون بالعمى و246 مليون نسمة يعانون من ضعف البصر المعتدل أو الشديد. وكانت الوكالة الدولية لمكافحة العمي بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية قد أطلقت مبادرة عالمية تحت شعار " الرؤية 2020: الحق في الإبصار"، وتهدف المبادرة إلى وضع البرامج والخطط للحد من العمى الممكن تفاديه قبل حلول عام 2020، وذلك بمشاركة من المؤسسات الحكومية والجمعيات الحكومية وغير الحكومية المعنية بعلاج أمراض العيون ومكافحة العمى وتأهيل ضعاف البصر. ويوافق اليوم العالمي للبصر الخميس الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، وقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم عام 1998، لجذب مزيد من الانتباه إلى مشاكل ضعف النظر والعمى مع التقدم في العمر. وحسب إحصائيات الجمعية العالمية لمكافحة العمى لعام 2015، يعاني 285 مليون شخص على مستوي العالم من اضطرابات في البصر منهم 39 مليونًا يعانون من فقدان البصر(العمى). ويعيش 90 % من الذين يعانون من اضطرابات البصر في البلدان الفقيرة. وحسب تقويم الخبراء، فإن 82 % من المصابين بالعمى أعمارهم فوق ال50 سنة وكبار السن حيث يفقد شخص بالغ بصره كل 5 ثواني، في حين تضم هذه الفئة العمرية 20٪ فقط من سكان العالم، أي أن زيادة السكان المسنين في كثير من البلدان أن المزيد من الأشخاص سيكونون معرضين للخطر من ضعف البصر المرتبط بالعمر. ويقدر أن 7 ملايين شخص يصابون بالعمى سنوياُ، وما يقارب ثلثي فاقدي البصر عالميًا هم من الإناث (60%). وتعيش الإناث عمرًا أطول من الرجال مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالساد/ الكتراكت ولضعف البصر، حيث تحصل الإناث على فرص أقل للعلاج. وتشير الاحصائيات إلى أن ما يقارب نصف مليون طفل يفقدون أبصارهم في كل عام. معظمهم يتوفى قبل إكمالهم العام من أعمارهم نتيجة لأمراض مصاحبة للعمى، والغالبية منها وراثية. ويفقد طفل بصره كل دقيقة واحدة، أي أن 19 مليون طفل في العالم يعانون من اضطرابات في البصر من بينهم 12 مليونًا يعانون من انكسار بصري يمكن تشخيصه ومعالجته بنجاح. كما أن بينهم 1.4 مليون طفل فقدوا البصر تماما. ومن الأسباب الرئيسية لإصابة الطفل بالعمى مرض الماء الأبيض (الساد)، واعتلال الشبكية الخداجي، ونقص فيتامين أ. ويمكن تجنب أو علاج نحو نصف كل حالات العمى التي تصيب الأطفال. وثمة برنامج عالمي هو ثمرة شراكة قائمة بين المنظمة والرابطة الدولية لأندية "لاينز" ينفّذ في 30 بلدًا ويزود الأطفال بخدمات العناية بالعين. وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية تكمن الأسباب الرئيسية لاضطرابات البصر في عدم علاج الانكسار البصري (قصر النظر وبعد النظر والاستجماتزم) 43 %، وعدم علاج إعتام عدسة العين ب 33 %، والجلوكوما (الماء الأزرق) ب 2 %. وقدر مكتب إقليم شرق المتوسط والذي يضم دول الخليج وشمال أفريقيا، حيث يشكل 12.5% من نسبة العمى في العالم،، وأن 80 % من حالات الإعاقة البصرية ممكن تفاديها يمكن الوقاية منها أو علاجها، وأن الكتراكت تمثل 51% أي 19.7 مليون حالة هو أحد أبرز الأسباب المؤدية للعمى. وتمثل جراحة الساد/ الكتراكت وتصحيح العيوب الانكسارية من أكثر التدخلات الصحية مردودية بالفائدة. وتعتبر أن العيوب الانكسارية غير المصححة والتي تمثل ب 43% من الأسباب المؤدية للعمى الممكن تفاديه. ويعاني ما يقارب 120 مليون شخص من ضعف البصر الناتج من العيوب الانكسارية غير المصححة (قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية). ويمكن أن يستعيد كل هؤلاء الأشخاص تقريبًا بصرهم الطبيعي بواسطة النظارات، أو العدسات اللاصقة، أو بالتدخل الجراحي. كما تشير التقارير إلى أنه قدر في الأعوام القليلة القادمة أن عدد المصابين بالعمى لمن هم في سن ال 50 عامًا فما فوق سيزداد في الأقاليم التابعة لمنظمة الصحة العالمية وخصوصًا في الصين، والهند، وجنوب شرق آسيا، وإقليم شرق المتوسط، وذلك ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة للوقاية والعلاج للتصدي للأسباب الرئيسة المسببة للإعاقات البصرية. ومن أسباب الإصابة بضعف البصر والعمى الناجمة عن التقدم في السن آخذة في الزيادة جراء عدم السيطرة على داء السكري. ويجري التدرج في القضاء على حالات العمى الناجمة عن الأمراض المعدية مثل داء كلابِية الذنب والتراخوما المسببة للعمى في البلدان المصابة بها بفضل إقامة شراكات فعّالة ومبتكرة فيما بين القطاعين العام والخاص. وقدر أنه بحلول عام 2020 ستكون الخسارة في الناتج الاقتصادي العالمي بسبب قلة الإنتاجية الناتجة عن الإعاقة البصرية وكف البصر ستفوق ألف مليار دولار أمريكي كل عام. ويقول خبراء منظمة الصحة العالمية أن 80 % من اضطرابات البصر قابلة للعلاج. لأجل ذلك لا تكفي مراجعة أطباء العيون فقط، بل يجب مراعاة القواعد الصحية التي تساعد في المحافظة على البصر. فينصح الخبراء بالامتناع عن التدخين، لأن النيكوتين في البداية يسبب توسع الأوعية الدموية ومن ثم تضيقها، مما يتسبب في عدم حصول العين على التغذية اللازمة وهذا بدوره يسبب اعتلال شبكية العين وانخفاض كمية الدم التي تصل إلى العين. لذلك يؤكد الخبراء على كل الذين يعانون من ضعف في البصر تناول مواد غذائية تساعد في المحافظة على حالة الأوعية الدموية بصورة جيدة. وتتسبب المشاكل الصحية المرتبطة بالتقدم في العمر في ضعف الإبصار الشديد وفقدانه، خاصة في الدول الفقيرة، حيث يتم علاج مشاكل مثل الجلوكوما والمياه البيضاء والزرقاء بطرق غير صحيحة. كما يشير الخبراء إلى أن الضوء الاصطناعي وشاشات أجهزة التليفزيون والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية تؤثر سلبا على العيون. ولاحظ الخبراء أن الذين يعملون باستمرار على الكمبيوتر دون أن تطرف العينان، يلحق ضررًا بالشبكية، لذلك تحتاج العين إلى راحة لمدة 20 ثانية على فترات منتظمة كل 20 دقيقة. كما ينبغي فحص العيون بواسطة الأخصائي عند احمرار العين، أو تورمها، أو تراجع الرؤية، أو أي التهاب في العين يتطلب الاهتمام الفوري، أو عند حدوث صداع متكرر تجب زيارة طبيب العيون. ويؤكد الخبراء أهمية إجراء الفحص الروتيني للعيون، ويشيرون إلى أن بعض الأمراض مثل الجلوكوما التي تزيد ضغط العين لا تظهر أية أعراض. وتزداد أهمية الفحص في حالة وجود تاريخ عائلي يشير لاحتمال الإصابة. وأن فحص العيون ضروري لجميع الأشخاص بعد سن ال 40. كما أن كل من لديهم درجة ما من قصر النظر يحتاجون إلى فحص قاع العين والشبكية. ومن المفيد - حسب الخبراء - تناول الأطعمة التي تعزز صحة العيون، مثل الأطعمة الغنية بفيتامين أ، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، وفيتامين سي، كما ينصح الأطباء على أن ارتداء النظارات الشمسية يحمي العينين من الأشعة فوق البنفسجية التي تتضمنها أشعة الشمس. وتشير التقارير أن كثير منا لا يقوم بفحص العينين إلا على فترات متباعدة، وأحيانًا يتم إهمال الأمر إلى أن تحدث مشكلة. وتواصل منظمة الصحة العالمية عملها طوال عقود من الزمن مع الدول الأعضاء فيها ومع شركائها الدوليين؛ من أجل التخلص من الأسباب الرئيسية للعمى الذي يمكن تجنبه عن طريق تقديم المساعدة التقنية وخدمات الرصد والتنسيق المشترك.