يواصل اليوم المؤتمر السادس عشر للاتحاد العام للأثريين العرب المنعقد حاليا بشرم الشيخ فعالياته، ويستمر على مدى 3 أيام، برعاية جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وصرح مقرر إعلام الاتحاد، الدكتور "عبد الرحيم ريحان"، بأن جلسات اليوم الثاني للمؤتمر تضمنت مناقشة ورقة بحثية مقدمة من الدكتور "خالد شوقي البسيوني"، الأستاذ المساعد بجامعة قناة السويس، عنوانها "شعر الغزل والغرام في مصر القديمة"، أكد خلالها أن قدماء المصريين أول من كتبوا أشعار الغزل والغرام في التاريخ. وأوضح البحث أن مصر القديمة عرفت أنماطا متنوعة وأجناسا مختلفة من الأدب، مثل أدب السير الذاتية والتراجم الشخصية، وأدب الحكمة؛ وهو أدب التربية والتعليم، والأدب الإصلاحي والتهذيبي؛ الذي ظهر على يد من أطلق عليهم اسم الأنبياء الاجتماعيين مثل الحكيم "بتاح حتب" والحكيم" آني" والحكيم "أمنؤبي". وأضاف البحث؛ أن الأدب المصرى القديم شمل أدب القصة مثل بردية" الملاح الغريق" وبردية "القروى الفصيح" وبردية " سنوهى" وبردية "الأمير المسحور" وبردية" الأخوين"، وفى مقدمة هذا بردية "خوفو والسحرة" وأدب الرسائل، والخطابات الملكية مثل رسائل تل العمارنة، والدبلوماسية فى مصر القديمة، والأدب الدينى والجنائزى. وأشار البحث إلى أنه ظهر في الدولة الحديثة نمط جديد من الأدب في سياق الوثائق الكتابية والنصية؛ وهو شعر الغزل والغرام من قصائد عاطفية ووجدانية؛ مما يعكس تطور الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في عصر الدولة الحديثة، والتطور الطبقي بمعناه الحضاري. وأكد "ريحان" أن بردية "شستر بيتي" تعتبر النموذج الأمثل الذي يعكس هذا النوع من الشعر في مجال الحب والغرام والمشاعر الحميمة، مما ينفي صفة الجمود والجنائزية ومظاهر الميلودراما في مجمل الحياة المصرية القديمة "حياة القصور والترف في أحياء العواصم الكبرى في طيبة وتل العمارنة". واستعرض الدكتور "ريحان" نماذج من الشعر المصري القديم في ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس "احضر توا يا سيدي يا من ذهبت بعيدا - احضر لكي تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار، لقد أخذت قلبي بعيدا عني آلاف الأميال – معك أنت فقط أرغب في فعل ما أحب، إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود – فسوف أصحبك، فأنا أخشى أن يقتلني طيفون (الشيطان ست) – لقد أتيت هنا من أجل حبي لك – فلتحرر جسدي من حبك".