دعا قادة كبار في كيانات عملاقة بقطاع النفط والغاز، الشركات العاملة في القطاع، إلى اتخاذ خطوات نحو تحقيق مزيد من التعاون وزيادة التركيز على الكفاءة التشغيلية. جاءت هذه الدعوة في خضم الاستعدادات الجارية لانعقاد الدورة المقبلة من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2016) بين 7 و10 نوفمبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، والتي من المتوقع أن تجمع أكبر عدد من الخبراء والقادة وواضعي سياسات قطاع النفط والغاز في العاصمة الإماراتية. ويرى الخبراء أن مستقبل القطاع يعتمد على مقدرته على فهم واستيعاب مشهد الطاقة الجديد بكل تطوراته وتعزيز الكفاءة التشغيلية. وفي هذا السياق، دعا الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان، قبل مشاركته المرتقبة في جلسات رواد الأعمال العالميين في أديبك، حيث سيجتمع مديرون تنفيذيون كبار لتناول التحديات والفرص التي تواجه قطاع النفط، الجهات المعنية من أصحاب المصلحة في القطاع "إلى العمل بانسجام من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تحقيق مستقبل مستدام للقطاع". ورأى بويان أن مشهد الطاقة العالمي يمرّ بتغيرات سريعة وتؤثر فيه التحديات الاقتصادية والجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون، والتي من الممكن إيجاد حلول لها من خلال الدور المتزايد الذي يلعبه الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، مضيفًا أن هذا يفرض على الشركات أن "تدير أعمالها بكفاءة أعلى، وتعزز روح التعاون والعمل المشترك". وقال المسئول رفيع المستوى إن التقنيات والابتكار والبحث تلعب دورًا محوريًا لا يقتصر على إدارة هذه المرحلة الانتقالية فحسب، بل يمتد ليشمل الجهود والمبادرات التي تهدف إلى الاستفادة من الفرص العديدة التي توفرها، معتبرًا أن هذا الأمر "يجعل أديبك حدثًا بالغ الأهمية ً لمجتمع النفط والغاز، لأنه يوفر منصة عالمية يمكن لأصحاب المصلحة أن يبنوا من خلالها أسس التعاون والعمل المشترك لمواجهة تحديات قطاع الطاقة، سواء الوشيكة أو الوضع الذي سيكون عليه قطاع الطاقة في الأمد البعيد بعدما بدأت ملامحه في التبلور". وأضاف: "باعتباري رئيسًا تنفيذيًا لشركة توتال، التي تهدف إلى أن تصبح كيانًا عملاقًا مسؤولًا في قطاع الطاقة، فإن اديبك يمثل لي حدثا هاما لا يمكنني أن اضيع فرصة المشاركة فيه". ومن المقرّر أن يدير جلسات رواد الأعمال العالميين الإعلامي المرموق جون سيمبسون، محرر الشئون الدولية في "بي بي سي" ومقدّم البرامج والكاتب، إلى جانب الخبير النفطي الدولي الكبير الدكتور دانيال يرغين، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة "آي إتش إس ماركيت" الاستشارية. ويُتوقع أن يهيمن الوقود الأحفوري على مصادر توفير الطاقة اللازمة للنمو والتطور العالمي على مدى العقدين المقبلين، حيث تشير التوقعات إلى أن الوقود الاحفوري سيفي باحتياجات 60 بالمئة من حجم الزيادة في الطلب على الطاقة، وسيمثل ما يقرب من 80 بالمئة من إجمالي إمدادات الطاقة في العام 2035، وفقًا لتقرير من شركة "بريتيش بتروليوم" حول مشهد الطاقة العالمي. ويشير التقرير إلى أن مزيج الوقود سيشهد تغيرًا كبيرًا، مع ظهور الغاز كمصدر رئيسي للطاقة. وفي هذا السياق، أصبح الاهتمام بوضع إستراتيجيات تتسم بالمرونة أولوية قصوى لقادة القطاع، الذين يبحثون بشكل متزايد التجديد في نهج أعمالهم، في إطار مساعيهم لمواصلة تلبية النمو في الطلب على الطاقة مع الحرص على التكيّف مع المزيج المتطور من الإمدادات. من جانبه، قال جف ميلر، رئيس "هاليبرتون"، إن النفط والغاز يمثلان حتى الآن أفضل مصادر الطاقة المتاحة من حيث التكلفة والوفرة مما يؤهلهما للعب دور أساسي في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من أجل المضي قُدمًا في تحريك عجلات التقدم الإنساني"، مشيرًا إلى أن "استمرار الاستثمار في مجالات التقنية والابتكار يرفِد القطاع بأفضل الأدوات لزيادة حجم الإنتاج وخفض التكلفة"، وأضاف: "نحرص في هاليبرتون على التعاون مع غيرنا، واعتماد حلول هندسية تعزّز قيمة الأصول لعملائنا". وأكّد ميلر حرص شركته على الاستماع إلى عملائها وفهم دوافعهم، والاستجابة لاحتياجاتهم وتقديم الحلول التي تقلل بشكل مستدام تكلفة مكافئ برميل النفط، معربًا عن تطلعه إلى مناقشة كثير من الفرص خلال جلسات رواد الأعمال العالميين في أديبك 2016 والاستماع إلى ما لدى المشاركين الآخرين في الحدث من رؤى وأفكار وخلاصة تجارب". ويوصف مؤتمر أديبك بالمنبر المعرفي المرموق الذي يعتليه أصحاب النفوذ من اللاعبين المهمين في قطاع النفط والغاز، ومن المنتظر أن يلتقي حوله هذا العام وزراء ومسئولون حكوميون وتنفيذيون كبار وصانعو قرار، علاوة على جمع من المشاهير من أصحاب العقول اللامعة والخبراء، وذلك من أجل التصدي للتحديات وتناول الفرص في الجوانب التقنية وغير التقنية لهذا القطاع. ويتضمن برنامج مؤتمر أديبك حفل افتتاح رفيع المستوى، وثلاث جلسات لرواد الأعمال العالميين، ليتيح إلقاء نظرة عالمية على قطاع النفط، مع تسليط الضوء على الدور المتنامي الذي يلعبه الغاز والغاز الطبيعي المسال، وتقديم رؤى حول تنفيذ إستراتيجيات قيادة فعالة. من جهتها، أشادت ڤيكي هولوب، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "أوكسيدنتال للبترول"، بأهمية أديبك معتبرة أنه "أحد أبرز مؤتمرات النفط والغاز في العالم التي تجمع قادة قطاع الطاقة من جميع أنحاء العالم"، وأضافت: "سأتشرف بأن أكون أحد المتحدثين في مؤتمر أديبك هذا العام، وأتطلع إلى تبادل الأفكار حول كيفية التصدي لأهم التحديات الماثلة أمام قطاع الطاقة". ويشتمل برنامج مؤتمر أديبك المرتقب على جلستين وزاريتين، وثماني جلسات نقاش للتنفيذيين، وثماني جلسات خاصة بالعمليات البحرية والملاحية، وثماني جلسات أخرى ضمن فعالية "المرأة في قطاع الطاقة"، و106 جلسات فنية متخصصة. واستطاع أديبك، الذي رسّخ مكانته أحد أكثر الفعاليات تأثيرًا ونفوذًا في قطاع النفط والغاز بالعالم، أن يبني سجلًا طويلًا وحافلًا تمكّن خلاله من جمع ألمع العقول وأشهر الخبراء العالميين لمناقشة التحديات والفرص الكامنة في قطاع الطاقة.