رغم تواجد أكثر من 100 حزب سياسى فى مصر، إلا أن أغلبها لا تمارس أدوارًا ملحوظة فى الحياة السياسية، حتى بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وتأتى انتخابات المجالس المحلية، المزمع إجراؤها نهاية العام الجارى، بمثابة قبلة الحياة للأحزاب التى لم تمثل بأى مقعد داخل مجلس النواب، والمعروفة بأحزاب «الصفر»، والسؤال هنا: هل تقف هذه الأحزاب فى وجه دعوات تجميد نشاط الأحزاب غير الممثلة بمجلس النواب، حال تحقيقها أى مكاسب بالانتخابات المقبلة؟ البداية من حزب «الجيل»، الذى فشل فى حصد أى مقاعد فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقال ناجى الشهابى إن حزبه يطالب بالتعجيل من إقرار قانون الإدارة المحلية، حتى يتم إجراء انتخابات «المحليات» قبل نهاية العام الجارى، مشيرًا إلى أن الحزب بدأ فى الاستعداد للانتخابات على قدم وساق، وأعد مشروع قانون للرقابة على إدارة المحليات للتخلص من الفساد المستشرى فيها منذ عقود. وأضاف «الشهابى»، ل«البوابة»، أن الحزب قد يدخل فى تحالفات مع أحزاب «التحرير، والنصر، والأحرار الدستوريين، ومصر العروبة، والريادة، ومصر الحديثة، والغد» التى لم يحالفها التوفيق فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بعد أن كان المال السياسى حاضرا بقوة فى الانتخابات الأخيرة، مطالبًا بضرورة مواجهة المال السياسى فى انتخابات المحليات وإعطاء الفرصة للشباب للعمل فى منظومة الإدارة المحلية. وأوضح الشهابى أن هناك ورش عمل لتدريب شباب حزب «الجيل» وتجهيزهم للانتخابات، مؤكدًا أن التنسيق سيكون على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة مع عدد من الأحزاب لأن المجالس المحلية تحتاج أكثر من 60 ألف عضو، وهو أمر يصعب على أى حزب تحقيقه بمفرده. أما حزب «الكرامة»، فيقول المهندس محمد سامى، رئيس الحزب، إن الحزب تقدم بتصور بقانون حول انتخابات المحليات لمجلس النواب، مؤكدًا أن القوائم النسبية ستحقق العدالة بين المرشحين على عكس القوائم المغلقة، لافتًا إلى أن حزبه سيشارك فى انتخابات المحليات المقبلة ضمن تحالف أحزاب التيار الديمقراطى. وأضاف سامى ل«البوابة» أن التيار الديمقراطى سيسعى جاهدًا لتجنب الأخطاء التى وقع فيها إبان الانتخابات البرلمانية الأخيرة بشتى الطرق، والتى تسبب فيها قانون الانتخابات نفسه، مؤكدًا أنهم فى انتظار قانون المحليات فى صورته النهائية، والذى يكون إقراره من قبل مجلس النواب، ومن ثم عرضه على مجلس الدولة، لنبدأ فى عمل التجهيزات النهائية للأسماء المرشحة فى كافة محافظات الجمهورية. فيما قال رجب جلال حميدة، الأمين العام لحزب «مصر العروبة»، الذى أسسه الفريق سامى عنان قبل انطلاق ماراثون انتخابات مجلس النواب، إن الحزب بدأ الاستعداد لانتخابات المجالس المحلية بإعداد ورش تدريبية للشباب لخوض الانتخابات، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن ينضوى الحزب فى تحالف موسع تحت مسمى قائمة «وحدة مصر» تضم عددا من أحزاب سياسية لها باع ورصيد سياسى كبير فى العملية الانتخابية فى إشارة إلى حزب «الوفد». وتحدث «حميدة»، عن إن كانت انتخابات المجالس المحلية هى الفرصة الأخيرة، قائلًا: إن الحزب تم تأسيسه منذ عامين فقط، فمن الطبيعى ألا تكون المكاسب السياسية كبيرة، لافتًا إلى أنهم سيحاولون تجنب أخطاء الانتخابات البرلمانية وإعطاء فرصة أكبر للشباب لخوض الانتخابات. فى الصدد ذاته، قال المهندس تيسير مطر، رئيس حزب الدستورى الحر، إن الحزب يستهدف خوض انتخابات المجالس المحلية لتفعيل دوره السياسى بشكل أكبر وذلك عن طريق التواصل المباشر مع الجماهير ومعرفة المشاكل والأزمات التى تعانى منها المجالس المحلية، لافتًا إلى أن الحزب بدأ فى تأهيل الشباب الراغبين فى الترشح فى انتخابات المجالس المحلية لمعرفة مهامهم وأدوارهم وكل ما يخص الحكم المحلى فى انتظار صدور قانون الإدارة المحلية الجديد. وعن حزب الحركة الوطنية، قال اللواء رءوف السيد نائب رئيس الحزب، إن الهيئة العليا للحزب عقدت اجتماعًا لمناقشة الترتيبات والاستعدادات لانتخابات المجالس المحلية بحضور عدد من أعضاء الأمانة العامة للحزب، مشيرًا إلى أن الاجتماع ركز على ضرورة تجهيز كوادر شبابية وشخصيات عامة قادرة على خوض الانتخابات وتحقيق أكبر كم من المقاعد فى المجالس المحلية لتفعيل دور الحزب السياسى على أرض الواقع. وأضاف رءوف: نحن فى انتظار صدور قانون انتخابات المحليات بشكل نهائى لنعرف على أى نظام انتخابى سيتم إجراء الانتخابات، فهناك مشاريع تطالب بنظام الثلثين للقوائم والثلث للفردى كما أيدت الحكومة هذا المشروع المقترح، ومشاريع أخرى مقدمة تطالب بقائمة واحدة مغلقة مطلقة، مؤكدًا أن البرلمان هو الذى سيحسم الأمر فى النهاية.