شارك الدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أمس، في الأمسية الرمضانية ال18 بمسجد النور بالعباسية تحت عنوان: "أهمية العلم والثقافة في حياة الفرد والمجتمع ". وأكد "أبو عاصي"، أن الإسلام حثَّ على الثقافة والمعرفة وكان أول ما نزل من الوحي يدعو إلى القراءة والتأمل والمعرفة في قول الحق سبحانه :" اقرأ باسم ربك الذي خلق " ، فنحن أمة : " اقرأ "، مشيرًا إلى أن القراءة نوعان : قراءة للكون المنظور ، لتصل من خلال التأمل إلى أن للكون خالقًا رازقًا مدبرًا لأمره ، داعيًا إلى إعمال العقل مع القراءة ، فالأمة التي تعطل مداركها ولا تعمل عقلها أمة تبقى متخلفة وفي ذيل الأمم . أضاف ان النوع الثاني هو قراءة في كتاب الله المسطور ( القرآن الكريم ) مع التدبر والتفكر الذي يرسخ الإيمان في قلب المؤمن ، فالقراءة بلا تدبر سبب الاختلاف والانغلاق ، فلابد عند قراءة القرآن من استنباط النتائج والوقوف على الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة. وفي سياق متصل دعا أبو عاصي إلى الاهتمام بتعليم الأطفال وتنشئتهم تنشئة صحيحة على القيم السمحة والمعتدلة ، مع الأخذ بأحدث وسائل التعليم ، واستقدام أكفأ الأساتذة لتعليم الناشئة ، مع ضرورة العناية بالطفل نفسيا وتربويا وعلميا وصحيا . وشدد أنه في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية لابد من العناية بالعملية التربوية ، والارتقاء بالمعلم والمناهج التربوية ، وخاصة مناهج التربية الدينية ، لأن التطرف انبثق من الثقافة المغشوشة المزيفة التي أنتجت عقولا مختلة ، فإذا أردنا رجالا علماء أصحاء الفكر والعقل فلابد من نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة في مواجهة الثقافة المغشوشة المزيفة . كما دعا إلى العمل والإنتاج مع العلم والإيمان ، فلا يكفي الإيمان بلا عمل ، فالله (عز وجل) قرن الإيمان بالعمل الصالح ، وهذا سر نهضة الأمة ، فلابد من العمل والتقدم في جميع المجالات، فالدفاع عن الأوطان يقتضي القوة الاقتصادية والاجتماعية ، فمن يتكاسل عن العمل يحاسب أمام الله فالأمة القوية هي التي تعتمد على نفسها ، وذلك لا يكون إلا عند الأخذ بالأسباب وسنن الله في الكون لا تتخلف ، فمن أخذ بالأسباب تقدم وارتقى ، ولو كان كافرًا ، ومن لم يأخذ بالأسباب تخلف ولو كان مؤمنًا ، فسنن الله في الكون لا تعرف المجاملة أو المحاباة . كما أوضح أن العمل الصالح غير مقصور على العبادات بل كل عمل نافع للوطن والمجتمع عمل صالح يؤجر صاحبه ، داعيًا إلى نشر فقه الأولويات ، فال ينبغي أن نشغل بالنقل عن الفرض ، وبالفروع عن الأصول والثوابت. واختتم قائلا أن وظيفة الإسلام الأولى معالجة علل الناس ، وأن على الدعاة نشر المبادئ التي تعيد بناء الإنسان حضاريًّا وعلميًّا وماديًّا حتى تصبح الأمة قوية وسط العالم الذي لا يعترف إلا بالأقوياء ، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها وقيادتها من كل مكروه وسوء .