السفارة المصرية في بكين تحتفل بمرور 60 عامًا على إقامة العلاقات بين البلدين

أقامت السفارة المصرية في الصين بالتعاون مع مكتبيها الثقافي والإعلامي والقناة العربية لتليفزيون الصين المركزي احتفالا بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والذي يصادف اليوم الاثنين، تم خلاله توزيع جوائز مسابقة الفيديوهات القصيرة "مصر في عيوني" والمقامة للطلبة الصينيين الدارسين في مصر.
وفاز بالمسابقة 11 فيلما قصيرا، وكان الفيلم الفائز بالجائزة الأولى هو فيلم بعنوان "قلعة قايتباى" للطالب فان سونغ يانغ حيث فاز بتذكرة سفر ذهاب وإياب بين بكين والقاهرة مقدمة من شركة مصر للطيران.. أما الجائزة الثانية وهي جهاز تليفون محمول فقد فاز بها لي روى تشينغ وكانت عن فيلم "زيارة إلى حديقة الأزهر"، والجائزة الثالثة وهي كاميرا فاز بها بنغ بيغ دى وسون تون مناصفة عن فيلم "مصر في عيوني" وذهبت الجائزة التشجيعية لدو جيوان عن فيلم بعنوان "معرض القاهرة الدولي للكتاب".
أما عن الأفلام الأخرى والتي فاز أصحابها بجوائز تذكارية فكانت تحمل عناوين "قناة السويس.. هدية مصر إلى العالم" و"بكين والإسكندرية ..شوق متبادل" و"مصر جميلة" و"بلدي والبلد الآخر" و"الإسماعيلية" و"جولة في مصر" و"الحياة المصرية".
وفي مستهل الحفل الذي أقيم بمبنى السفارة بقلب العاصمة الصينية بكين، قال سفير مصر لدى الصين السفير مجدي عامر إن "اختيار هذا اليوم لإقامة هذه الاحتفالية أمر ذو مغزى كبير لأنه يخلد ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية والتي تعد مناسبة هامة في تاريخ العلاقات بين البلدين".
وأعرب عن شكره للقناة العربية لتليفزيون الصين المركزي لمشاركتها في إقامة هذا الحدث الجميل، مشيدا بالتعاون الدائم بين السفارة والتليفزيون الصيني على مدى أعوام طويلة وخلال شتى المناسبات.
ونوه بالعلاقات الممتازة بين مصر والصين، وبالتقدم الكبير في التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وليس فقط على النطاق الثقافي، مشيرا إلى أنه ليس أدل على ذلك من كثافة الزيارات المتبادلة على مستوى عال بين البلدين والتعاون الوثيق في مشروعات عدة وفي قطاعات كثيرة.
وأكد عامر على حرص الجانبين المصري والصيني على تعزيز التعاون الثقافي لما لهذا من أهمية كبيرة، خاصة بين البلدين اللذين يعدان أصحاب أقدم وأعرق الحضارات في العالم ويمتلكان أكثر من أي دولة أخرى في العالم تراثا حضاريا وثقافيا ضخما كان له الكثير من الإسهامات والإنجازات التي عادت بالفائدة على البشرية كلها.
وقال إن مسابقة الفيديوهات القصيرة للطلبة الصينيين هي نوع جديد من التبادل الثقافي بين البلدين، معربا عن أمله في أن تقوم السفارة المصرية في المستقبل القريب وفي إطار العام الثقافي المصري الصيني 2016 برعاية مسابقة أخرى مماثلة ولكن هذه المرة تحت عنوان "الصين في عيون الطلبة المصريين".
وأوضح عامر - في تصريحات أدلى بها لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش الاحتفال - أن الهدف من إقامة كل تلك الفعاليات الثقافية المتتالية في مصر والصين، والتي تقام تحت رعاية سفارتي البلدين ووزارتي الثقافة المصرية والصينية هو تعريف الشعبين الصيني والمصري على ثقافة الآخر، وحضارته.
وأشار إلى أنه تم حتى الآن إقامة 50 فعالية في مصر والصين في إطار العام الثقافي، مؤكدا أن هذا يعتبر عددا كبيرا من الأنشطة، معربا عن ثقته في أن هذه الفعاليات ستزيد كثيرا في التقارب بين الشعبين وكذا في تشجيع السياحة.
ودعا إلى أن يستمر الزخم الثقافي الموجود خلال هذا العام إلى الأعوام القادمة، مشيرا إلى وجود لجنة ثقافية مشتركة برئاسة وزيري الثقافة المصري والصيني لتحقيق هذا الهدف.
من جانبه، حيا المدير العام للقناة العربية بتليفزيون الصين المركزي لي تشونغ يانغ الفائزين الشباب على أعمالهم الممتازة وتحدث عن حبه الشديد لمصر التي عاش فيها قبل عشر سنوات كمراسل لتليفزيون الصين المركزي، وكذا عن ذكرياته التي لا تنسى عنها.
ونوه بعلاقة الصداقة الطويلة التي تربط بين الصين ومصر، قائلا إن القناة العربية لتليفزيون الصين المركزي تعد بمثابة منصة لتبادل الثقافة وتعزيز التعاون بين البلدين، معربا عن أمله في أن يشهد المستقبل مزيدا من التعاون بين الجانبين.
وفي تصريح خاص ل (أ.ش.أ)، قال المستشار الثقافي الدكتور حسين إبراهيم، رئيس مكتب العلاقات الثقافية والتعليمية التابع للسفارة المصرية، إن حفل اليوم هو محصلة جهد ستة أشهر من التنسيق بين السفارة من خلال مكتبها الثقافي والتعليمي وبين القناة العربية لتليفزيون الصين المركزي.
وأضاف أنه عندما تولدت الفكرة تم الإعلان عن المسابقة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الصينية الشهيرة "الويتشات" ورابطة الطلاب الصينيين في مصر حيث وضع التليفزيون الصيني في البداية مواصفات فنية عالية للأفلام المشاركة فكان الإقبال ضعيفا لأن المواصفات المطلوبة كانت أعلى من الأجهزة التي يمتلكها معظم الطلبة، ولهذا فلم يشارك إلا ثلاثة أفلام فقط.
وتابع قائلا إنه ولتحفيز الطلبة على الاشتراك تم إقناع التليفزيون الصيني بتعديل المواصفات الفنية للمسابقة وتم التواصل مع السفارة الصينية في مصر والمكتب التعليمي التابع لها، وكذا رئيس رابطة الطلبة الصينيين في مصر لإبلاغ الطلبة بالمواصفات الجديدة حيث زادت بالفعل نسبة الإقبال، وتم اختيار 11 فيلما باعتبارهم الأكثر تميزا من الناحية الفنية.
ثم جاء بعد هذا التفكير في الوقت المناسب للاحتفال بتوزيع الجوائز واستقر رأي الجميع على أن يكون اليوم بمناسبة ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية.
وأشار إلى أن لجنة التحكيم لاختيار الأفلام الفائزة كانت مكونة منه ومن المستشارة الإعلامية للسفارة المصرية هدى جاد الله، وزوجة نائب السفير المصري لدى الصين الدكتورة داليا الشرقاوي، ونائب مدير القناة العربية بتليفزيون الصين المركزي جيان بينغ، مشيرا إلى أن التليفزيون حرص على أن يصور مراحل اختيار الأفلام الفائزة حيث ستقوم بعد هذا القناة العربية للتليفزيون الصيني بعرض فيلم مدته 30 دقيقة عن عمل لجنة التحكيم ثم ستوالي عرض الأفلام الأحد عشر تباعا، كل أسبوع فيلم أو فيلمين.
وأشار إلى أنه سيتم مبدئيا عرض الأفلام على القناة العربية وجاري حاليا أخذ الموافقات اللازمة لعرضها على القنوات الأخرى للتليفزيون الصيني مصحوبة بالترجمة.
وأشاد في حديثه بتليفزيون الصين المركزي لتعاونه الدائم مع الجانب المصري حيث أنه من الجهات الداعمة للعام الثقافي المصري الصيني ولهذا فإنه ومنذ بداية العام وهو يقوم بتغطية ممتازة لجميع الفعاليات المقامة في إطاره.
ومن جانبها، أعربت المستشارة الإعلامية للسفارة المصرية عن سعادتها بهذه المناسبة الثقافية الناجحة، وقالت إن إذاعة تليفزيون الصين للقطات المصورة بعدسات الطلاب الصينيين يقدم للمشاهد الصيني رؤية للأماكن الجميلة في مصر.
وأضافت أن تنوع الأماكن التي تم التصوير فيها بدء من قلعة قايتباي في الإسكندرية وحتى مدن القناة والأقصر وأسوان مرورا بالقاهرة يوضح أن الطلاب الصينيين على دراية بمختلف الأماكن والمدن المصرية.