احتشد آلاف المتظاهرين أمس الإثنين، عند أحد مداخل المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة العراقية وسط بغداد، في تجمع هو الثاني خلال أقل من شهر للطالبة بمحاربة الفساد عبر تغيير الحكومة. وقد بدأ المتظاهرون اعتصامهم مساء يوم السبت، في ساحة التحرير في بغداد، بمشاركة عدد كبير من أنصار التيار الصدري، للمطالبة بتغيير الحكومة كخطوة على طريق تنفيذ الإصلاح. وتوجهوا إلى المنطقة الخضراء بعد ظهر اليوم الإثنين إثر نداء عبر مكبرات الصوت يطالب ب"وقفة احتجاجية إلى المنطقة الخضراء"، وفقاً لمراسل فرانس برس. وتعد المنطقة الخضراء الشديدة التحصين المقر الرئيسي للحكومة ومجلس النواب بالإضافة إلى سفارات أجنبية بينها الأميركية والبريطانية. وغطت حشود المظاهرين جسر الجمهورية والطريق المؤدي إلى مكان تجمعهم، وفقا للمصدر. وتزامن التجمع مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إلى بغداد تهدف إلى تعزيز المساعدة العسكرية الأمريكية إلى القوات العراقية التي تحارب تنظيم داعش. وحمل عدد كبير من المتظاهرين أعلاما عراقية، مرددين "كلهم حرامية"، وهي عبارة أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وتمكن المتظاهرون بمساعدة قوات الأمن من اجتياز أسلاك شائكة وضعت للسيطرة على الأوضاع عند مدخل الجسر، وفقا للمراسل. وأكد مسؤول بارز في التيار الصدري عدم اقتحام المنطقة الخضراء، فيما قال مدير مكتب الصدر في شرق بغداد إبراهيم الجابري، إنها "رسالة أردنا إيصالها للحكومة والبرلمان، وسننسحب إلى ساحة التحرير مساء أمس". يذكر أن مداخل المنطقة الخضراء شهدت الشهر الماضي اعتصاماً استمر أسبوعين للمطالبة بتغيير التشكيلة الحكومية الحالية الممثلة بوزراء تابعين لأحزاب سياسية. ويحاول رئيس الوزراء حيدر العبادي، بدافع من المتظاهرين ومطالب شعبية تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين وأكاديمين، لكنه يواجه معارضة الكتل السياسية التي تتمسك بنفوذها والسيطرة على المناصب العليا وموارد البلاد.