عقدت النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، برئاسة عبد المنعم الجمل، اليوم الأربعاء، الاجتماع التشاوري الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعنوان "العمال المهاجرين.. الواقع والتحديات"، الذي تستضيفه مصر على مدى يومين، برعاية الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب. شارك في الاجتماع، أمبت يوسن، الأمين العام للاتحاد الدولى للبناء والأخشاب BWI، وبيت ماتوسا، نائب رئيس الاتحاد الدولى للبناء والأخشاب BWI، ورود بارس، رئيس اللجنة المخصصة للهجرة بالاتحاد الدولى BWI، ويوسف جمور، ممثل فريدرش إيبرت. وقال عبد المنعم الجمل، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب: إن "تعثر برامج التنمية في دول العالم الثالث وتزايد الفقر والهجرة الشرعية وغير الشرعية، تفرض علينا التمسك بحقوق الإنسان المدنية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية والحلق في السلام والحق في العيش داخل بيئة نظيفة". وأشار إلى أن الأزمات السياسية التي تفاقمت بفعل "الربيع العربي" أدت لزيادة كبيرة في الهجرة داخل المنطقة، وخلف وراءه الملايين من العمالة المهاجرة التي تسعي إلى وضعية اللجوء في الأردن ما يقرب من 1، 4 مليون وفي لبنان 1، 5 مليون، وفي تركيا ما يقرب من 2، 7 مليون، الأمر الذي خلق ضغوطا اقتصادية هائلة في هذه البلدان. وأوضح أن الحقوق التي ننادي بها، سبق وطالب بها وأكدها الإعلان العالمى "للحق في التنمية"، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 ديسمبر 1986 ووقعت عليه الدول بإجماع كامل، مشيرا إلى أن هذا الإعلان يضع التزام أدبى وأخلاقي على الدول المتقدمة المشاركة بشكل جدى في عمليات التنمية بإقامة المشروعات في الدول الفقيرة وليس لتخويف الدول وإرهابها تحت دعاوى كاذبة عن انتهاك هذه الحقوق. وأكد أن أهم ما يعوق عملية التنمية والاستقرار، ويؤدى إلى تفاقم الفقر والبطالة ومظاهر العمل غير اللائق، والهجرة ظهور الأزمات السياسية والتوترات الاجتماعية والحروب الأهلية. وقال: إن "انتهاك الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعد سببا رئيسيًا من أسباب التفكك الاقتصادى والتدهور الاجتماعى ويقلل من فرص توليد العمالة، وتزيد من حلم الهجرة عند الفقراء من مناطق الصراع والنزاعات التي تعد مسرحا للمجاعة وتفاقم عمل الأطفال وانتشار الأوبئة والأمراض. وأضاف: "ليس غريبا على الأحفاد حاملى جينات الأجداد الانطلاق من الميادين والقيام بثورتين أسقطوا فيهما نظامين مستبدين في ثلاث سنوات فقط، وأن الأهداف الأربعة "عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية" قيم إنسانية خالصة، وليس عصيًا على شعب بهذه الحضارة والنبل أن يقيم دولة ناهضه تسعى إلى التطور والحداثة. وشدد على ضرورة بناء وحده نقابية على المستوى العربى والإفريقى والدولى تحفظ التوازن بين كفتى ميزان القوة، في ظل ما يعانيه العالم العربي من آثار الحروب، والهجرة غير الشرعية، خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة من إرهاب غاشم أدي لتزايد معدلات الاتجار في البشر. فيما قال رود بارس رئيس اللجنة المخصصة للهجرة بالاتحاد الدولي: إننا نشهد تغيرات سياسية واجتماعية وصراعات مختلفة كلها أثرت على حياة الملايين من الناس وعلى ظروف الحياة السليمة، ففي 2005 كان هناك 700 ألف تقريبا من الناجين المهاجرين إلى أوروبا من دول سوريا وكوسوفا ونيجريا وإرتريا. وأضاف أن هناك ما يقرب من 3 آلاف رجل وسيدة فقدوا حياتهم بسبب الهجرة، موضحا أننا لا بد أن نركز على رفع الوعي بقضايا الهجرة للحفاظ على حقوق المهاجرين، مشيرا إلى أن هناك فريق عمل تم إنشاءه في 2004 وتم تنظيم 4 مؤتمرات لمناقشة قضية الهجرة وكانت تمثل كلها جهود الاتحاد الدولي في قضية الهجرة. وأشار إلى أن هناك مهاجرين كثر من سوريا وغيرها بسبب الحروب فضلًا عن من يدفع أموالا ليهاجر بحثا عن حياة كريمة، وهناك آلاف من العمال المهاجرين بسبب أزمات سياسية وأوضاع اقتصادية واجتماعية انتقلوا إلى لبنان ومصر وتركيا مما أثر على اقتصاد الدول المهاجرين إليها. وأوضح أن هناك موجه كبيرة من المهاجرين ستصل إلى حدود أوروبا التي أصبحت تغلق حدودها أمامهم ومن ثم لابد أن نعمل على استخدام جهود النقابات لوقف الحروب وتعزيز حقوق الإنسان. وقال يوسف جمور، ممثل منظمة فريدرش إيبرت: إن منظمته تعمل على دعم الديمقراطية والحرية بمفهومها الشامل، والدعوة لحقوق الإنسان، والمساهمة في الأمن والسلام في العالم، كما أننا نساند النقابات العمالية في تطوير نفسها لكي تصبح قادرة على تحمل الظروف والعيش في نظام ديمقراطي صحي. وأوضح أن المنطقة تمر بظروف عصيبة وحروب تركت أثارًا عظيمة وتسببت في هجرة السكان فضلًا عن الأزمات الاقتصادية التي تؤدي للهجرة لتحسين الأوضاع مما يجعل العمال يضطرون لشغل أي وظيفة تعرض عليهم من أجل العيش لذا تعتبر قضية الهجرة من أهم القضايا المؤثرة التي تجعلنا نركز على حلها. وأضاف: نشارك في هذا المؤتمر لنقدم كل خبراتنا في قضايا الهجرة، ودراسة الحلول المقترحة من قبل المشاركين، لنشكل رؤية تساعد العمال على العيش في حياة كريمة.